سلسلة Mafia كانت وحدة من ألعاب العالم المفتوح ذات العصر الحديث التي وضعت هويتها لمن قام بلعبها بأجوائها الجميلة ، هذه المرة تم إسناد مهمة إكمال السلسلة من قِبل إستديو جديد يدعى Hangar 13 ليقدم جزء ثالث بعالم مفتوح أكثر طموحاً من سابقاتها وسنرى هل وفّقوا فيها؟ أيضاً سنقيس مستواها كنسخة ريماستر وهل حلت مشاكل الأصلية وهل هي فعلاً بنهاية المطاف تستحق مالك ووقتك الثمين أم النقيض تماماً ، لا نريد أن نطيل عليكم أكثر من ذلك ، لنبدأ.
ستلعب بدور Lincoln Clay جندي ذو عرق مختلط والذي عاد لتوّه من أدائه لعدد من العمليات السرية في حرب فيتنام ، نضج كيتيم وانجذب اتجاه عصابة سوداء متواجدة في The Hollow حي من أحياء أصحاب الدخل الضئيل في New Bordeaux (نسخة خيالية من New Orleans ) ، بعد عودته من الحرب يقابل Sammie الذي يعتبره بمثابة والده وEllis بمثابة أخيه ، يرحبان به بأذرع مفتوحة لكن سرعان ما ينكشف حال العصابة التي تعاني من الديون لزعيم New Bordeaux الجديد Sal Marcano والذي فيما بعد يقوم بخيانتهم و يقرر Lincoln الإنتقام منه.
قصة Mafia III تحمل أفضل سرد قصصي بالسلسلة والذي يأتي بأسلوب الوثائقيات وهو افضل إلقاء وسرد للحقائق التي شهدها شهود العيان اي سترى عدة جوانب من القصة فمثلاً سترى منظور john Donovan العميل لدى وكالة المخابرات المركزية الذي يروي قصة Lincoln في تحقيق أمام مجلس الشيوخ وشراكته معه وأيضاً التحول العاطفي لشخصية Lincoln من منظور الأب James بعد سنين من حقبة الستينات (في عصرنا الحديث) وكيف أن الشخصية إعتراها الشعور بالذنب كونها طرف في حياة الجريمة.
القصة تتصف بالسوداوية و الحزن و تتناول مواضيع ذات أهمية كبيرة مثل إضطهاد السود في الستينات بأمريكا، خطورة المخدرات، والقتل وعواقبه، لذلك أراها واحدة من “أميز” قصص السلسلة.
لعبة Mafia 3 من أسوأ ألعاب العالم المفتوح الموجودة بالسوق وأحد سيئات العقد الأخير الإستنساخ الأعمى لمجرد الإستنساخ والذي أدى إلى إنصلاخ هوية السلسلة للّحاق بموضة هذا الصنف، بداية اللعبة تكون خطيّة وهي ممتازة إلى حدٍّ ما لكنها مقدمة فقط لما تطرقت إليه سابقاً وهو إنتقام بطل الرواية من زعيم New Bordeaux إبتداءً بالتخلص من مساعديه و الـ”Capos” (أعلى رتبة من المساعدين او الملازمين في المافيا) و أخيراً الزعيم بذاته Sal Marcano و ذلك من خلال الإستحواذ على العمليات الخاصة بهم في مناطقهم وهي موزعة في الخريطة، سيكون هناك مبلغ معيّن في زاوية الشاشة يجب عليك تقليصه بإحداث ضرر كافي عن طريق سلسلة من المهام المكررة بشكل يصيبك بالغثيان وهي كالتالي: دمّر شحناتهم، إقتل، إستجوب، إنهب. ومن هذا القبيل طوال اللعبة ومع كل زعيم حتى تصل إلى مكانه وتقوم بإغتياله وفي كل مرة تُفتح لك عدد محدد من مناطق الزعماء أي ليس جميعهم منذ البداية وسيتطلب منك القضاء عليهم للوصول إلى الزعماء الذين يلونهم.
بمجرد إنتهائك من كل منطقة ستضطر أن تختار أحد الزعماء الثلاثة الذين يعملون معك وبالمقابل سيوفرون لك تطويرات و خدمات “حصرية” تتشكل في رشوة أفراد الشرطة أو إيداع أموالك كيف لا تخسرها عندما تلقى حتفك أو خدمة توصيل السيارات لموقعك الحالي.
لأكون صريحاً، أتمنى أن تحذوا عدد من ألعاب العالم المفتوح التي تجعلك تشق على نفسك مسافات للوصول إلى متاجر الأسلحة او الذهاب لمكان معين لتحصل على مركبتك لأن Mafia 3 تهوّن عليك عناء البحث والذهاب بإتصالك عليهم و توصيل كل ما تريد إلى مكانك الحالي.
المشكلة الكبرى التي تعاني منها بعض ألعاب العالم المفتوح و قد يغفل عنها كثير من اللاعبين و لا يعلم لماذا هو لا يستمتع في كثير من الأحيان باللعبة أثناء القتال أو الإحتدام مع الأعداء ألا وهو عقم “الذكاء الإصطناعي” وذلك يرجع إلى تصميم العالم و أماكن توزعهم تكون عشوائية طوال الوقت لذلك تحركاتهم تكون في غاية السهولة و تجعلهم هدف سهل للقضاء عليهم.
لاحظوا أن هذا النوع من الذكاء الإصطناعي هو بالأساس ضعيف وسيء إلى أبعد حد في الأساس من بداية اللعبة فما بالك عندما تصلك عدة تطويرات وأسلحة فتّاكة، تخيل معي سهولة اللعبة تصل إلى نقطة من الصعب إستيعابها، ففي كثير من الأحيان أذهب إلى المهمة بدون أن أتسلح بسلاح أساسي وبدون درع وبدون أية علاجات وأنهيها بنجاح، مهما قدمت لي تطويرات و خدمات و أدوات و أسلحة لن تجيد نفعاً أمام ذكاء إصطناعي أستطيع الإطاحة به في أي وقت وبأضعف الإمكانيات كل هذا البناء ينعدم في حال عدم وجود تحدٍّ كافِ وذلك يبعث على تجلّي عامل المتعة باللعبة وتكون في نقطةٍ ما غير قابلة للعب بالرغم من ان منظور الشخص الثالث هنا أفضل من الجزء الثاني مع عوامل أكبر بكثير.
حتى أني تحدثت بحسابي عبر تويتر كم إني مستمتع بأسلوب اللعب و لكن سرعانَ ما مللت منه بسبب تصميم الذكاء الإصطناعي السيء لدى الأعداء، وأسوأ مافي الأمر تصاميمهم المكررة، يا رجل وصل الأمر انهم ينسخون نفس الأعداء بمنطقة مختلفة ولم يقف الأمر إلى ذلك الحد بل انهم يكررون نفس العبارات التي يقولونها في نفس الوقت طوال الإشتباك.
لو نظرت إلى مخلوقات الـLocust في سلسلة Gears Of War أثناء الإشتباك ستجد أن عباراتهم بالكاد تتشابه خاصةً تنوع اصناف جنودهم وهؤلاء بشر لكن لم يتعلموا عبارات ما يتجاوز أصابع “اليد الواحدة” ، لربما يتبادر إلى ذهنك إني أبالغ في الإسترسال بهذه الجزئية لكن عندما تقضي أكثر من 20 ساعة في اللعبة ستتفهم غضبي تجاه هذا الكسل من المطورين.
يجب أن نتحدث عن مستوى Mafia 3 كريماستر، من ناحية الأخطاء التقنية متفاجئ من خلّوها او بالكاد أن تنعدم منها، تفاديها لأخطاء الأصلية ولم تُصب بالوباء الذي أصاب Mafia 2 من ناحية الأخطاء التقنية بحد ذاته إنجاز وأمر جيد و أدائها ثابت معظم الوقت على 30 إطار في الثانية، لكن من الناحية الرسومية فهو إحباط للأسف بدون المقارنة مع الأصلية التي صدرت قبل سنوات.
مشكلة رسوم الأجواء تشعر كأنها لوحة فنية وأن هنالك خطب بالسماء ومنظر السحب والأمطار لا زال غريب ويشوبه غشاوة، أيضاً ظلال المضلعات وحدودها معدومة وهذا يعني شيئين: سوء محرك اللعبة الأصلية وأن المطور لم يضع الحب الكافي لها لتبرر سعرها وأنها مقدمة أفضل.
القيادة مقارنةً بالجزء الثاني فهو أفضل بكثير والشكر يعود للتحكم نفسه وخاصية إبطاء الوقت التي تجعلك تتفادى المزيد من المتاعب والخسائر وتساعدك كثيراً في الهروب من الشرطة، وأود أن أشكر الإستديو على توفيره للإضافات والتي من شأنها زيادة عدد ساعاتك باللعبة ناهيك عن جودة المحتوى الذي ينافس اللعبة الأصلية ويعطيه أفضلية من ناحية عدم وجود تمطيط وقصصها تتركز في الشخصيات، تستطيع إيجادها في الخريطة بألوان مختلفة عن المهام الرئيسية وهي ( Faster, Baby!, Stones Unturned, Sign of the Times) كما أن المطور وفر عدة حزم تخص الملابس والأسلحة.
الإيجابيات
+ سرد قصصي يعتبر الأميز مع شخصيات رائعة بفضل جهود مؤديي الأصوات.
+ قيادة المركبات المحسنة وخاصية تبطيء الوقت.
+ تصويب إطلاق النار والكاميرا بشكل عام أفضل من سابقاتها.
+ وجود الإضافات ومحتواها الممتاز.
السلبيات
– تكرار في المهام والإعدامات وتصاميم الأعداء وعباراتهم طوال القتال.
– عيوب في الرسوميات لم يتم حلها في الريماستر.
– تمطيط في جزئيات من اللعبة حتى بالمشاهد السينمائية.
– ذكاء إصطناعي عقيم إلى أبعد حد ويحد من طموحات اللعبة بشكل كبير.
الخلاصة
إستديو Hangar 13 إستطاع أن يبني بناء قوي للعبة Mafia 3 لكن سرعان ما ينهار هذا الأساس بتصميم الذكاء الإصطناعي السيء ولحاق المطور بموضة ألعاب العالم المفتوح التي انتشرت كثيراُ في العقد الماضي ولم تعكس جمالية وروعة القصة على المهام الرئيسية وجعلتها مستنسخةً أفكار لا تتلائم مع لعبة مثلها.
ومستواها كريماستر لا زال محبط، Mafia 3 Definitive Edition لم توفّق في كثيرِ مما قدمته لا كلعبة ولا كريماستر وسرعان ما ستمل منها وتعطيك أسباب كافية لعدم إكمالها في أول جلستين لعب لأنك ستقوم بتكرار ما تفعله في الـ20-30 ساعة القادمة.
5/10
- 0 Comment
- مراجعات
- 15 يونيو,2020