مراجعة Call of Duty: Modern Warfare 2

لطالما كانت سلسلة Modern Warfare من العناوين المفضلة عندي إذا ما تعلق الأمر بعنوان Call of Duty ، و ذلك لما تقدمه من طور قصة رائع و أسلوب لعب واقعي و سلس ، هذا غير الشخصيات الرائعة ، و جزء 2019 كان التأكيد على هذا ، الآن و بعد ثلاث سنوات من صدوره ، يعود إستوديو Infinity Ward بالتعاون مع مجموعة كبيرة و شهيرة من مطوري أجزاء السلسلة السابقين بجزء جديد ، هذه المرة مع تطوير في محرّك اللعبة ، فماذا قدّم الجزء على صعيد القصة و اللعب الجماعي ؟

طور قصة وفيّ لمستواه المعهود

أحداث Call of Duty: Modern Warfare II تستكمل ما حدث في جزء 2019 مباشرة ، هذه المرة مع قضية الصواريخ الباليستية الأمريكية المسروقة ، و التي تورط فيها أكبر تجّار المخدرات ، و فرقة من المرتزقة الأجانب ، الذين يخططون لضرب مناطق حساسّة في الولايات المتحدة الأمريكية ، هنا يأتي دور فرقة 141 المشهورة و بشخصياتها الأسطورية المعروفة للتدخل و محاولة منع الكارثة ، طور القصة كالعادة لم يخيب ظن العُشّاق ، بلحظاته الحماسية و أحداثه المجنونة ، لا أبالغ لو قلت أنه أفضل طور قصة في سلسلة Modern Warfare ، و لي أسبابي الخاصة في قولي ذلك و سآتي لذكرها الآن .

حضور قويّ للشخصيات الأسطورية

من المعروف لدى فانز السلسلة أن فرقة Task Force 141 تضمّ العديد من الشخصيات الأيقونية الرائعة ، أشهرها الكابتن Price و Ghost ، هناك شخصيات أخرى حاضرة و لها دور كبير في الأحداث ، وجودها أضاف الكثير لطور القصة ، سواء في المشاهد أو الحوارات ، و حتى تطور الأحداث المجنون ، الشيء الرائع هو ظهور شخصيات جديدة ذات كاريزما و حضور قوي ، نالت إعجابي بكل صراحة ، كالعادة اللعبة لم تخيّب ظني من هذه الناحية .

تنوع بيئة المهام…..هذا ما كنت أبحث عنه !

اللعبة كانت تحاول إظهار ما في جعبتها مع المحرك الجديد ، و قرار أخذ اللاعب لمناطق و بلدان مختلفة في طور القصة كان قراراً صائباً ، التغيير الذي حصل مع كل مهمة جديدة أقوم بها ، كان كفيلاً بقتل الملل بكل صراحة ، بين أوروبا و المكسيك ، مروراً بالأنفاق و السجون ، هذا التنوع الذي أريده في هكذا ألعاب ، كلّ هذا و تصميم المهام و تنوعها شيء آخر ، دعونا ننتقل لأهم عنصر في طور القصة ” تصميم المهام ” .

لا مكان للملل أثناء مهام MW2

إذا هناك شيء يستحقّ المديح و الإشادة في Modern Warfare 2 فهو تنوع المهام في اللعبة بدون شك ، هناك إبداع و محاولة واضحة لجعل اللاعب في نفس درجة الحماس و المتعة التي بدأ بها ، أحببت المزيج بين التسلل و التخفي في أمستردام ، و الأكشن و المواجهات المباشرة في المكسيك ، التحكم في الطائرات الحربية ضد عصابات المخدرات ، و أخيراً عنصر النجاة في مهمة لن أتطرق لها تجنباً للحرق ، نعم ، تنوع المهام و تصميمها الرائع واحد من أسباب إعجابي و تقديري لطور القصة في Modern Warfare 2 ، إذا كانت هناك سلبية في تصميم المهام فستكون الخطية الزائدة عن الحد في بعض المهام ، و محدودية الحركة و الحرية في التنقل ، لكني أتفهم تماماً هذه الحركة ، لأنها تخدم طبيعة المهمة و أحداثها ، لذلك قد لا يراها البعض سلبية.

لعبة جيل جديد ؟

طبعاً Modern Warfare 2 ستصدر على جميع المنصات ، سواء للجيل الحالي أو القديم ، لكن مظهر اللعبة يجعلك تظن لوهلة أنها لعبة جيل جديد من قوة مظهرها و تفاصيل عالمها ، جربت نسختي البلايستيشن 4 و 5 و كلاهما كانتا ذا مظهر رائع ، و بنفس المميزات مع أفضلية بسيطة لنسخة البلايستيشن 5 ، من ناحية التحميل السريع للشاشات ، و بعض الظلال و الآداء الذي يوفر خيار 120 Hz ، مرات كثيرة وقفت منبهراً من روعة و قوة تفاصيل اللعبة ، فعلاً النسخة الجديدة و المطورة من محرك IW رائعة و تعدُ بالكثير في قادم العناوين خاصة لو كانت مطورة حصرياً لأجهزة الجيل الجديد .

تجربة خيالية على أعلى صعوبة !

لعب طور القصة على خيار صعوبة Grounded أو Veteran كان من أفضل الأشياء التي قمت بها أثناء تختيمي لطور القصة ، و كأن الطور صُمِّمَ لكي يُلْعَبَ عليها ، صحيحٌ أن هناك بعض التحدي ، لكن التجربة كانت رائعة ، سواء في تحركات الأعداء الذكية ، في إستغلال بيئة اللعبة ، و حتى التخطيط و محاولة وضع خطة ملائمة لكل موقف ، نصيحة لكل مقبلٍ على طور القصة : ” إلعب على أعلى صعوبة و أضمن لك تجربة خيالية ” .

الآداء الصوتي و المؤثرات السمعية و البصرية

لطالما تمتعت Modern Warfare بأوستات أيقونية و رائعة ، تعبّرُ تماماً عن قوة الأحداث فيها ، و هذا الشيء لم يتغير هنا ، اللعبة تخلَّلَها لحظات من العظمة زادها المحتوى الموسيقي روعةً ، تماماً مثل عظمة الآداء الصوتي للشخصيات و ملامحها و حركة الشفاه التي أبهرتني طوال اللعبة ، مجهود رائع يستحقّ الإشادة .
نأتي لتفاصيل مهمة و لطالما تميزت بها Modern Warfare عن بقية أجزاء Call Of Duty من تطوير Treyarch و هو الإهتمام بالواقعية و التفاصيل ، خاصة في الأسلحة و الإكسسوارات و équipement ، حركات تلقيم الأسلحة و صوتها ، سقوط الرصاصات و الذخيرة على الأرض ، الإنفجارات ، و الأهم من هذا كلّه ، الإحساس المختلف لكل سلاح من الأسلحة ، تعاون Infinity Ward و جمع خبرات الإستوديوهات السابقة لم يخيب ظني كالعادة .

طور Coop ممتع و يُكَمِّل الأحداث

الطور التعاوني في اللعبة عبارة عن مهام مشهورة كانت موجودة في جزء 2019 ، و تدعى Special Ops ، مجموعة مهام تضم حتى ثلاثة لاعبين في مواجهة موجات من الأعداء و التقدم عن طريق الإستحواذ على المناطق و حلّ بعض الألغاز الخفيفة و البسيطة ، الشيء الممتع هو كونها تدور في منطقة مشهورة و هي Al Mazrah و منطقتان تمت إضافتهما لاحقاً ، أعحبتني إمكانية التناسق بين الفريق لإتمام المهمة ، لابد من توزيع المهام بين اللاعبين الثلاثة ، و كل لاعب سيكون له دور في المهمة ، Assault و medic و recon ، طور ممتع و يضيف المزيد من المحتوى لعُشاق قصة اللعبة و أحداثها ، هذا غير إضافة Raids المحتملة في شهر ديسمبر و التي تحمّست لها شخصياً ، يبقى فقط الإنتظار لمعرفة مدى دعمها و كيفية سيرها و طريقة تقديمها.

تجربة أونلاين لا تختلف عن سابقتها رغم الإضافات

بالرغم من طور القصة و نظام المهمات التعاوني ، يبقى المحتوى الأهم في عنوان Call of Duty هو تجربة الأونلاين ، و بكل صراحة تجربة البيتا لم تكن بالمثالية بالنسبة لي ، لن أتكلم عن الأطوار الموجودة لأنها لا تتغير مع كل جزء جديد ، لكني أودّ لفت النظر لشيء مهم و هو الواقعية التي زادت بشكل ملحوظ ، لم يعد بالإمكان التزحلق بشكل سلس و لأمتار معينة كما في الأجزاء السابقة ، هذه الحركة لطالما كانت مُربِكَة للكثير ، و حذفها أو تغييرها هنا غيّر الكثير من طريقة اللعب ، خاصة للاعبين العدوانيين أو agressive ، شخصياً لست لا مُستاءً و لا سعيداً بهذا التغيير ، لكنه أقرب للواقعية و غيّر الكثير من طريقة اللعب.

تجربة منظور ثالث سلسلة و ممتعة

من الإضافات الجديدة في السلسلة هو المنظور الثالث ، الذي أضاف نوعاث من التجديد و كسر الروتين ، قد يبدو الأمر غريباً بعض الشيء في البداية ، و لكن سرعان ما تتعود عليه ، صحيح مازال يعاني من بعض المشاكل في التصويب و الحركة ، لكنه يستحق التجربة بكل صراحة .

دعم اللغة العربية دائماً يُثلِجُ الصدر

نعم ، اللعية تدعم اللغة العربية بشكل كامل ، من ترجمة لطور القصة ، للقوائم ، مجهود رائع و دعم يستحق الشكر ، ترجمة إحترافية نتمنى أن تستمر في قادم العناوين .

خرائط متنوعة و لكن !!

الخرائط في Modern Warfare 2 متنوعة في بيئتها و تصميمها ، أغلبها بتصميم رائع و ذكي ، و لكن ، بعضها يشجع على أسوء سلوك في سلسلة Call Of Duty ، ألا و هو Camping ، خاصة تلك الخرائط المليئة بالبيوت و الغرف التي تسمح للبعض من التخييم و إنتظار الفرصة مع سلاح Shotgun ، و ليس عنده من مانع من أن يبقى هكذا طوال المباراة ، سلوكٌ لن يختفي من مجتمع اللعبة طالما يوجد تصميم كهذا في خرائط اللعبة .

الإيجابيات :

-طور قصة حماسي و أحداث أسطورية
-شخصيات أيقونية ستظل في تاريخ السلسلة
-مهام متنوعة في تصاميمها و بيئتها
-مظهر رائع و تفاصيل مبهرة
-مؤثرات سمعية و بصرية في المستوى
-المنظور الثالث مفاجأة سارّة
-دعم اللغة العربية ترجمة و قوائم

السلبيات :

-المنظور الثالث يحتاج صقل أكثر
-محتوى الأونلاين الذي عهدناه و لم يتغير
-مشاكل في الحصول على إمتيازات النسخ الذهبية
-بعض الخرائط بتصميم يشجع على Camping

الخلاصة:

لعبة Call of Duty: Modern Warfare 2 تأتي بطور قصة ممتاز و قد يكون الأفضل في السلسلة ، بمهام متنوعة و بيئة مختلفة ، بمظهر رائع ، محتوى الأونلاين يبقى نفسه لم يتغير و خيار المنظور الثالث يحتاج صقلاً رغم متعته ، بقي أن ننتظر طور Raids في ديسمبر لنرى إذا كان سيضيف شيئاً للعنوان .

8/10

اترك رد

أحدث الأخبار عبر حسابنا في تويتر

اكتشاف المزيد من The Hunters Game

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

Login
Loading...
Sign Up

New membership are not allowed.

Loading...