مراجعة لعبة Soul Hackers 2

سول هاكرز 2 هي الجزء الخامس لسلسلة Devil Summoner الفرعية من Shin Megami Tensei وهي أول عودة للسلسلة بجزء جديد منذ 14 عام. اللعبة تحمل أسلوب لعب جديد وأسلوب رسوم مميز وجميل، وأيضا بطلة غير صامتة على عكس بقية ألعاب السلسلة.

من الواضح أن ميزانية اللعبة لم تكن مرتفعة وهذا أدى لإحساس مشابه لألعاب ميقامي تينسي الصادرة على الPS2 لأسباب سأوضحها لاحقا، وهو ليس بشيء سيء حتى ولو أن بعض جوانبها محدودة.

القصة:


تبدأ القصة عندما “تولد” Ringo بطلتنا و أختها Figue داخل أجساد بشرية من نظام الAion وهو ذكاء اصطناعي خارق للطبيعة نابع من بيانات البشر ويستطيع توقع المستقبل بشكل دقيق. يوضح Aion وجود مستقبل قريب قد يؤدي لدمار العالم كامل وأن مهمة رينقو و فيق هي منع ذلك المستقبل من أن يحدث بأي طريقة ممكنة.
بعد عدد من الأحداث في البداية، رينقو تنقذ ثلاثة أشخاص Devil Summoners من الموت وتعيدهم للحياة حتى يساعدوها في مهمتها لإنقاذ العالم.

القصة الأساسية تعتبر خطية جدا ولا توجد فيها تفرعات مبنية على اختيارات اللاعب وحتى النهايتين ليست مختلفة بشكل كبير ومتطلباتهما ليست معتمدة بشكل حقيقي على اختياراتك.

القصة ممتازة لكنها أبسط من ناحية التوجهات و لم تركز على موضوع الشر والخير وغيرها من المواضيع التي تذكر في قصص ميقامي تينسي المعتادة، لكن التركيز الأكبر كان على الشخصيات و وإنسانيتهم وأثرهم على رينقو و فيق بما أنهما مولودتين من ذكاء اصطناعي وليستا بشريتين حقيقيتين.
القصة أخذت منعطفات لم أتوقعها بصراحة في بعض الأوقات، لكن أغلب القصة كانت تعتمد على مدى اهتمامك الشخصي بالشخصيات، فإن لم تكن مهتم فلا أعتقد أنها ستعجبك بنفس مقدار إعجابي بها.
الأحداث الأساسية كانت عادية أغلب الوقت، لكن كما ذكرت فالتركيز الأساسي هو على الشخصيات وليس الأحداث التي تحصل في العالم.

الشخصيات الأساسية لا تقل عن جيدة كتابيا وحتى أن بعضهم أصبحوا ممتازين مع نهاية القصة، التركيز العالي على إنسانيتهم بعد أن عادوا من الموت طُبّق بشكل ممتاز وكل واحد منهم كانت له طريقة تعامل مختلفة مع الوضع الجديد سواء كانوا يحاولون الانتقام أو إصلاح أخطائهم السابقة. توجد أيضا مشاهد قصيرة إضافية تساعدك على فهمهم أكثر تسمى Hangout Events، لكن كل مشهد له متطلبات خاصة لكي تشاهده سواء كان تقدم في القصة أو الحصول على غرض محدد لهم أو حتى إنهاء مهمات جانبية.

نظام تطوير العلاقات يسمى Soul Level يزيد لكل شخصية على حسب خياراتك في القصة وعدد المشاهد الإضافية التي شاهدتها لهم، وهذا النظام مهم لأنه يحدد كمية المحتوى التي تستطيع الوصول إليها ويتيح لك الوصول للنهاية الحقيقية. يمكنك أن تصل للمستوى الأخير لجميع الشخصيات في تختيمة واحدة دون حدود حقيقية، لكن فقط تحتاج أن توازن بين الاختيارات أثناء القصة.

الشخصيات الجانبية والأشرار كانوا عاديين أغلب الوقت إلا إثنان موجودين في الربع الأخير من القصة، كانوا جيدين لكن ذلك كان بسبب أنهم أخذوا وقت لبنائهم عكس بقية الأشرار.
توجد مهمات جانبية كثيرة لكن أغلبها كان بمستوى عادي، إلا بعضها كانوا ممتازين ولكن كلهم أضافوا قيمة لمحتوى اللعبة بشكل عام.

توجد أيضا إضافة قصصية (DLC) تسمى The Lost Numbers، لها سلسلة مهمات جانبية كاملة و قتالات خاصة لها، ولكنها لم تكن بمستوى يبرر سعرها وكان من الأفضل لو كانت موجودة كجزء من اللعبة الأصلية لأنها لم تضيف على القصة والشخصيات بأي شكل حقيقي، بل أنها ضرت اللعبة الأصلية لأنها أخذت محتوى جانبي و وضعته خلف حاجز مالي.

أسلوب اللعب والمغارات (Dungeons):


كما اعتدنا من SMT، أسلوب اللعب عبارة عن تبادل أدوار مع عدد من الأنظمة الخاصة بها.

مقارنة بالأجزاء الماضية، فإن أكبر تغيير في أسلوب لعب سول هاكرز 2 هو عدم قدرتك على استدعاء شياطين يقاتلون بأنفسهم، بل أصبح النظام أقرب لألعاب بيرسونا من ناحية اختيار الشياطين لكل شخصية من الأبطال الأربعة، ويقاتلون باستعمال قدرات الشياطين الخاصة.
لا زالت اللعبة تعتمد على تجنيد الشياطين ودمجهم لصناعة شياطين أقوى بقدرات متنوعة تساعدك في أي موقف تحتاجهم فيه، لكن في بداية اللعبة لن تتمكن من تغيير الشياطين أثناء القتال، وستتاح لك هذه القدرة بعد فترة.

لديك سبعة أنواع أساسية للضربات وأغلب الأعداء ضعفاء أمام أحد هذه الأنواع (ويوجد نوع مميز أخير لا يحتسب من نقاط الضعف) ولا زال التركيز الأساسي هو أنك تستهدف نقاط ضعف الأعداء لتسبب أكبر ضرر ممكن، وتزيد عداد الStack لديك لتفعل قدرة اسمها الSabbath.

والStack هو عداد يزيد مع ضربك لنقاط ضعف الأعداء وبطرق أخرى.

الSabbath هو نظام جديد خاص بسول هاكرز 2 يسمح لك بتفعيل هجوم قوي جدا بعدد من الشياطين على حسب الStack المتوفر لديك في نهاية دور مجموعتك، كلما ازداد عدد الستاك؛ زاد الضرر الذي تسببه وكذلك فرصة تفعيل مهارات خاصة بالشياطين أثناءه. بعض الشياطين لديهم مهارات لا يمكن استعمالها إلا عند تفعيل الساباث مثل تقليل دفاع الأعداء أو سرقة المال منهم، وغيرها من الأشياء التي قد تفيدك أثناء المعارك.

بالطبع لديك أيضا مهارات أخرى مساندة مثل رفع الدفاع والسرعة والقوة، لكن استعمالاتها كانت محدودة جدا وغالبا لم أحتاجها إلا عندما يستعملها العدو أولًا. و أحد أنواع الهجوم السبعة هو الRuin وهو شيء مساند في الألعاب السابقة بدون ضرر و يسبب تأثيرات (Ailments) على الأعداء مثل شلهم أو تسميمهم، لكن هنا تسبب ضرر محدود فقط لأضعف كمية ممكنة لغرض الموازنة، وكان خيار جيد من فريق التطوير حيث أنني لم أستعملهم بالسابق لكنني أستعملتهم في أوقات كثيرة هنا.

يوجد لكل سلاح خانات تستطيع أن تضع فيها أغراض تسمى Mystiques تزيد قوة نوع محدد من المهارات للشخصية، فعلى سبيل المثال قد تزيد الضرر التي تسببه المهارة النارية عندما تصيب نقطة ضعف أو تزيد مقدار العلاج عندما تستعمل المهارات العلاجية. وجود هذا النظام ساعدني على تحديد نوع ضربات خاص لكل شخصية وإعطائهم شياطين تتخصص فيها لأنك لا تستطيع أن تضع أي نوع من الMystique عند كل الشخصيات، فبعضهم لا يستطيعون إستعمال سوى النار أو الثلج أو غيرها.

بعد فترة في القصة سيتاح لك تطوير أسلحة الشخصيات وزيادة قوتها وقدراتها بطرق مختلفة، مثل زيادة الضرر بشكل مباشر أو زيادة عدد الMystiques التي يمكن أن تستعملها للشخصية مقابل أغراض وموارد محددة من بعض الشياطين. هذا النظام عادي وليس بشيء مميز، و لكن مشكلته تكمن في عدم وجود طريقة بديلة للحصول على الموارد المطلوبة سوى قتال الشياطين حتى أن تحصل عليها، وكانت مضيعة للوقت خصوصا عندما احتجت إلى أن أعود لأماكن سابقة فقط لقتل أعداء ضعفاء يحملون غرض أحتاجه.

توجد لديك مهارات مميزة تسمى Commander Skills تتاح لك عن طريق تطوير سلاح رينقو و تستطيع أن تستعملها بعد عدد محدد من الأدوار، وهذه المهارات تتنوع بين أشياء كثيرة مثل زيادة الStack بعد إصابة نقاط الضعف أو تغيير الشياطين داخل المعارك. هذه المهارات مهمة جدا عند قتال أي زعيم لأنها تحدد قدرتك على التعامل مع أي موقف تجد نفسك فيه، أو زيادة الضرر الذي تسببه بفارق قد يعني الفوز في آخر لحظة و إن تم استعمالها في وقت خاطئ قد تعني خسارتك.

مستوى التحدي كان ممتاز على الصعوبة العادية مع الأنظمة الموجودة وبالتحديد الساباث، فحتى مع بساطة اللعب وجدت نفسي في أوقات كثيرة أفكر بكل خطوة ممكنة أمامي لأنها خيارات قليلة لكنها تؤثر بشكل كبير على الناتج النهائي في المعارك.

إحدى مشاكل ميزانية اللعبة المحدودة البارزة هي تصميم المغارات (Dungeons)، فكثير منها كان ممل بدون أفكار جيدة وإن وجدت أفكار فأغلبها كان مزعج وموجود لتضييع الوقت.
مغارات القصة الرئيسية كانت مملة جدا، وكلهم يعتمدون على ذهابك من نقطة إلى أخرى لتحصل على مفتاح أو معلومات ومن ثم العودة للنقطة الأولى والذهاب لنقطة أخرى وتتكرر بهذا الشكل لأكثر من مرة، وبصراحة تصبح مملة جدا مع الزمن. مغارة واحدة فقط كانت ممتعة بفكرة جيدة لكنها للأسف أقصر واحدة في القصة.

توجد ثلاثة مغارات “جانبية” لكل شخصية، فيها أربع مستويات تتاح لك على حسب مستوى الSoul Level لكل شخصية، جميعها مطلوبة للحصول على النهاية الحقيقية، ويجب أن لا يقل مستوى الSoul Level عن 100 لإنهائها. مشكلتهم كانت بأنهم متطابقين شكليا بدون تميز لكل شخصية، لكن المشكلة الكبرى ستجدها بتصميم المستوى الأخير لكل شخصية الذي يعتمد على بوابات تنقلك لأماكن لا تعرفها قبل دخولها ويجب أن تتعداها، وكل واحد منهم أخذ مني ما لا يقل عن ساعة بسبب العشوائية المزعجة ومشكلة أخرى هي أن الأعداء كانوا ضعفاء فحتى القتالات لم تكن ممتعة أثناء محاولتي لإنهاء المستويات الأخيرة السيئة.

مشكلة أخيرة عن الإضافات، هي أن بعض الشياطين لا يمكنك الحصول عليهم إلا عن طريق إضافات مدفوعة والمشكلة أن أغلبهم شياطين كانوا موجودين في جميع ألعاب ميقامي تينسي السابقة فلا أجد مبرر حقيقي سوى الطمع للأسف.

الرسوم والموسيقى والأداء:


بصراحة هذه أكثر لعبة مميزة من ناحية المظهر بين جميع ألعاب ميقامي تينسي، تصميم الشخصيات كان من رسام جديد وأسلوب رسمه والألوان المستعملة في الرسم منعش للغاية. و تقريبا جميع ال3D Models كان فيها Cell Shading وهذا أيضا أعطاها مظهر مميز وجميل جدا بالذات في أشكال الشياطين التي تستعمل Models سابقة أصبحت أجمل.

كعادة Atlus، الموسيقى كانت جميلة لكن مشكلتها بالتكرار وقلة عدد الموسيقى للمغارات وأعتقد أن جميع المغارات إلا واحد كانوا يستعملون نفس القطعة الموسيقية لدرجة مزعجة. أما باقي الموسيقى كانت جيدة ولا تتكرر بنفس الشكل.

تمت المراجعة على نسخة Steam بأعلى إعدادات والأداء كان مثالي عندي ولم أواجه مشاكل تقنية. يجدر بالذكر أني لعبت أغلب الوقت بتحكم الMouse/Keyboard وكان ممتاز جدا وتوزيع الأزرار الأصلي كان جيد ومريح.

الإيجابيات:

+ قصة جيدة تركز على الشخصيات أكثر من الأحداث مع شخصيات أساسية ممتازة.
+ أسلوب لعب ممتع يعطيك تحدي جيد على الصعوبة العادية حتى مع بساطته بالأنظمة.
+ تنوع الشياطين ونظام دمجهم لا زال جيد ويتطلب الكثير من التفكير قبل الدمج.
+ ألبوم موسيقي جميل.
+ أسلوب رسوم جميل جدا ومميز وأداء ثابت.
+ محتوى كبير يعطيك عدد ساعات كثيرة إن أردت إنهاء كل شيء.
+ الHangout Events تعطي مشاهد كثيرة للشخصيات زادت من حبي لهم.

السلبيات:


– مغارات بتصميم ضعيف قد تصل لدرجة الملل وفي بعض الأحيان تكون مزعجة وتضيع وقتك بلا فائدة.
– محتوى جانبي وشياطين لا يمكن الحصول عليهم إلا عن طريق إضافات مدفوعة.
– تطوير الأسلحة قد يتطلب منك وقت كثير بدون طريقة بديلة لجمع الموارد المطلوبة.

الخلاصة:


سول هاكرز 2 قد تكون الأساس الجديد لتفرعات ألعاب ميقامي تينسي في المستقبل مع ميزانيات أقل ورسوم مميزة. لديها أسلوب لعب بسيط لكنه يملك تنوع و تحدي السلسلة المعتاد. قصتها جيدة وشخصياتها ممتازة وأريد أن أرى أبطال أكثر غير صامتين في المستقبل لأن رينقو بصراحة من أفضل الشخصيات في السلسلة. مشاكلها تكمن في تكرار المغارات و الإضافات المدفوعة الموجودة بدون سبب

التقييم النهائي:
7.5/10

اترك رد

أحدث الأخبار عبر حسابنا في تويتر

اكتشاف المزيد من The Hunters Game

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

Login
Loading...
Sign Up

New membership are not allowed.

Loading...