
أياماً مضت، مرت عشرين عاماً منذ تجربتي الأولى لواحدة من أفضل الألعاب بمسيرتي جوهرة كابكوم Resident Evil 2 على جهاز الـPS1
أتذكر اليوم كما لو كان بالأمس عندما جلب شقيقي اللعبة للمنزل لتجربتها وما لم يكن بالحسبان هو توقفه عن اللعب تاركاً وحدة التحكم بالقرب مني حينها هلمت لألتقاط جهاز التحكم وبدأ اللعبة وأتذكر لحظة أنذهالي بمشاهدة افتتاحية اللعبة السينمائية واللقاء الأول بين ليون وكلير بذلك الحين كنتُ منذهلاً من المستوى الرسومي باللعبة الذي كان سابقاً لزمنه بنسبة إلي لكن لم تكن تجربتي الأولى مثالية كما يعلم البعض فعند افتراق كل من ليون وكلير بدأت اللعبة بتسليم مفاتيح اللعبة لتطلب مني التحرك ومواجهة حشد من الأموات وما لم ادركه بذلك العمر هو بكون الرصاص شحيح بالحصول عليه وهنا قمت باهدار كل رصاصة لدي للوصول للمحل الذي سيواجه ليون أولى الناجيين بمدينة الراكون والمفاجئة هنا بكون هذا الشخص رغم حمله للبندقية التي كنت أتوق للحصول عليها لقوته ألا أن حشود الأموات قد أغرقوه ليرتادوه ميتاً فقمت بأطلاق النار عليهم وما أن قتلوا جميعاً حتى أخذت البندقية فتوجهت بعدها لمركز الشرطة لكن لسوء الحظ تعرضت من ضرر الأموات حتى تبقى لي عضة على الموت وما أن دخلت لمركز الشرطة حتى شعرت بالطمأنينة لكن ما المضمون؟ لا مكان سأتوجه أليه باللعبة سيجعلني بعيداً عن الزومبيز وما يزيد الطين بله هو بكون الرصاص لدي قد نفذ تماماً والادوية كذلك ولا زال للقصة بقية ولكن هنا لسنا لنتحدث عن ذكرياتنا مع اللعبة بل لمراجعة ريميك لعبة Resident Evil 2 الذي طال أنتظاره منذ العام 2015 ومن خلال أعلانه الذي أثار الكثير من الضحك نظراً لطريقة أعلان كابكوم له وحدث منتج السلسلة هيراباياشي بعبارة We Do It وبعيداً عن الكلمة المغلوطة قواعدياً فبدأ الأعلان كما لو كان دعابة أو محاولة لإثارت غضب الجمهور من شركة كابكوم بذلك الوقت أتذكر جيداً كمية المخاوف اتجاه اللعبة بفكرة أن تحاول كابكوم تدمير واحدة من أفضل ألعاب السلسلة أن لم تكن الأفضل حتماً وهي بتحويلها للعبة آكشن لا تمد بصلة للسلسلة كما كان الحال مع آخر ألعابها والكارثة التي سبقتها بالصدور بأسم Umbrella Corps أتذكر أيضاً بعض الأماني حول رغبة البعض من تحويل مشروع الريميك للأجهزة المحمولة بعد نجاح Revelation الأولى عالـ3DS وحصولها على المديح من قبل الجمهور الاصلي للسلسلة وهي بعودته للرعب ومنها برؤية البعض بكون الأجهزة المحمولة هي الأنسب لبيئة عمل الشركات اليابانية وبالأخص كابكوم ونجاحاته بهذا السوق، أيام مضت حقاً 20 عاماً منذ التجربة الأصلية مع Resident Evil 2 و 4 أعوام منذ الأعلان عن الريميك لأول مرة بجملة We Do It و 6 اشهر منذ الكشف عنها بمؤتمر سوني الصحفي بمعرض E3 2018، أياماً مضت كما لو كان كل هذا بالأمس وهاهي اللعبة بين أيدينا نخوض غمارها ونستعيد ذكرياتنا معها والأهم هو إجابة هذا الريميك على السؤال الحقيقي الذي حير الكثير من الجماهير وحير كابكوم بتوجه السلسلة الذي يجب أن تسير عليه هل Resident Evil لعبة رعب بقاء أم لعبة إثارة وحركة ؟ ولما نحب السلسلة من الأساس ؟ وما الذي يجعل Resident Evil محببة لنا نحن جمهورها الأصلي الذين خاضوا تجربتها الأصلية لأول مرة محببة لهم ؟ ما الذي يجعل السلسلة مميزة عن سائر أعمال الرعب والنجاة الغربية والمنتشرة بين أوساط الترفيه من ألعاب، مسلسلات تلفزيونية وأفلام سينمائية ؟ كل بل جميع هذه الأسئلة تجيب عليها كابكوم من خلال ريميك لعبة Resident Evil 2 الذي صدر بالأمس 25 يناير 2019 لأجهزة المنزلية من سوني ومايكروسوفت والحاسب الشخصي ومن خلال السطور القادمة سنحدثكم أكثر عن تجربتنا الخاصة للعبة وما أن كانت قد ارتقت لمستوى الطموح المرجؤ منه أم لا ولذلك وجب التنبيه قبل قراءة السطور القادمة بكون هذه المراجعة قد تحتوي على حرق لأحداث القصة وأحساس التجربة بصورة عامة لذا وجب الحذر.
لنبدأ أولاً بالتعريف للجمهور الجديد على السلسلة ماهي Resident Evil بالتحديد، هي لعبة رعب ونجاة بالمسمى هي لعبة تضع اللاعب بموقف لا يشعر به بالأمان الدائم وحتى وأن استمر لفترة طويلة فهو لن يدوم اللاعب سيكون محاطاً بجموع من الزومبيز الذين يحاصرون مركز شرطة مدينة الراكون RPD بعدما غزاها الـT-Virus الذي تم تطويره من قبل الشركة المتخصصة بالبويولوجيا بهدف تطوير سلاح دمار شامل وبيعه للحكومة برئاسة سبنسر فاحش الثراء بآخر أيام هذه الشركة تفككت الادارة لتفقد جزءاً من قيمتها وخاصة بعد انتشار الـT-Virus باتت سمعة الشركة وسبنسر على المحك فتقرر قرار من الحكومة الأمريكية فرض حصار على مدينة الراكون لمنع الداخلين منها الخروج ونشر الوباء لأرجاء العالم ولمنع الخارجين من الدخول إليها أيضاً وقبل الخوض في غمار قصة Resident Evil 2 دعونا نعرفكم على طاقم عمل اللعبة ابتداءاً من منتج السلسلة الحالي بشركة كابكوم Yoshiaki Hirabayashi، هيراباياشي بدأ مسيرته مع شركة كابكوم وبالتحديد مع السلسلة كمبرمج وكاتب بجانب منتج السلسلة السابق شينجي ميكامي عندما عمل على ريميك لعبة Resident Evil الأولى بشكل حصري لجهاز نينتيندو المكعب الـGamecube وبمهمة كاتب السيناريو للعبة Resident Evil 5 بذلك ومع أعلان ريميك لعبة Resident Evil 2 تولى هيراباياشي مهمة أعلان اللعبة بنفسه بقميص كتب عليه We Do It وبرسالة لجمهور السلسلة بأن كابكوم فعلتها وأعطت الضوء الأخضر للعمل عليه وليتولى بدوره وظيفة المُنتج الرئيسي للمشروع بجانب صديق مخرج اللعبة الأصلية هيديكي كاميا Kazunori Kadoi.

القصة
قبل بدأ اللعب ستسألك اللعبة عن الشخصية التي ترغب ببدأ اللعب بها أولاً ليتيح لك الأختيار بين شخصية الشرطي المستجد ليون كيندي والشقيقة الأصغر للجندي المعروف بفرقة S.T.A.R.S كلير ريدفيلد حيث يسلك كل من ليون وكلير الطريق نفسه للدخول لمدينة الراكون لاسيما أنه لم يتم فرض حصار على الطريق الآخر لخطورته على السائقين فبات من الأفضل تركه بلا حراسة ولسوء الحظ كلا البطلين ليس لديه أي خلفية عن المجريات الأخيرة التي حدثت بمدينة الراكون واجتياح الزرمبيز لها، لنتحدث عن نسخة الريميك الان بصورة أدق تبدأ القصة عندما توقف ليون بالقرب من محطة البنزين بغرض تعبئة سيارته بالوقود اللازم لأكمال الطريق ولاحظ هدوء المكان ووجود سيارة شرطة مركونة بدون وجود أحد فيسمع أصوات داخل المتجر ومن هنا يبدأ ليون بالتوجه للدخول نحو المتجر لمعرفة ما يحصل بالداخل فتجد شرطياً آخر مصاباً يُشير لك لداخل الثلاجة ومن أن تتقدم حتى تجد الشرطي الثانِ ممسكاً بشخصاً ما ويتبين بوقت قصير بأنه واحد من الزومبيز فيبدأ بالأنفلات على الشرطي لينهي حياته ومن هنا تبدأ اللعبة بتسليمك التحكم للخروج من المتجر والنجاة بحياتك ومشاهدة اللقاء الأولى بين ليون وكلير والهروب لمركز شرطة RPD بمدينة الراكون، دعونا نتحدث أكثر عن تفاصيل اللعبة أكثر فمنذ الوهلة الأولى نلاحظ تركيز اللعبة على صنع بيئات مهجورة وموحشة تزوع التوتر بقلب من اللاعب أثناء تجواله بالمنطقة من البيئة المظلمة والفارغة وما يميز السلسلة الأصلية هو هذا الأحساس شعور عدم الأمان من المكان الذي تتواجد فيه حالياً وشح الرصاص منك يجعلك تفكر كثيراً قبل أفراغه على الأعداء وأن فعلت فهذا سيورطك بمواقف تتمنى لو لم تفعل ما قمت به سابقاً.

أسلوب اللعب
الأضاءة الخافتة والظلمة والممرات الضيقة جميعها عناصر تصميمية تجعل من الريميك هي لعبة Resident Evil حقيقية بجانب شح الرصاص وضرب اللاعب بشعور من التوتر وعدم الطمأنينة، هنا سأتحدث بهذا الجانب حول تجربتي الشخصية بتنفيذ هذه العناصر مع التحويل للمنظور الثالث بوضعية الكاميرا من خلف وما جعل هذا المنظور يحاكي الرعب التوتر اللذان تم تقديمهما باللعبة من خلال تجربتها الأصلية فهنا أنت ستكون محاطاً بين ممرات ضيقة تحتل الظلمة جوانب كبيرة منها وهذا ما يجعلك أكثر توتراً ودراسة كل حركة تقوم بها فأنت لا تعلم ما هو أتِاً إليك وما يُحيط بك تماماً مثلما قدمت الخلفيات الثابتة بالنسخة الأصلية فأنت لا تعلم ما يُحيط وتحاول دراسة كل خطوة تقوم بها قبل أتخاذها للمحافظة على أدويتك ورصاصك ويمكن ملاحظة هذه العناصر بالريميك الجديد حيث لن تكون قادراً على رؤية أو توقع ما هو قادم إليك فسيتطلب منك دراسة خطواتك قبل المضي للأمام ولكونه ريميك فهنالك بعض العناصر التي تم إضافتها بجانب عناصر النسخة الأصلية فكما وصفتها شركة كابكوم هذه ليست ريميك للعبة Resident Evil 2 فحسب بل إعادة تخيل للعبة الأصلية ونموذج ستسير عليه قادم عناوين السلسلة وواحدة من تلك الأفكار هي بتطبيق فكرة النوافذ باللعبة حيث وكما نعلم بأن الزومبيز سيحاولون الدخول لمركز الشرطة من خلال النوافذ وهنا سيكون الخيار متاحاً لك لردعهم وإعاقة طريقة الدخول بنسبة لهم لفترة مؤقتة من الزمن ولكن لسوء حظك هذا لن يردعهم طويلاً بل سيحاولون كسر الخشب الذي وضعته على النوافذ وهذا سيجلب لك شعور عدم الطمأنينة أيضاً واحدة من الجوانب المثيرة للأهتمام بالريميك هي بالأهتمام الكبير الذي تم وضعه بتصاميم الزومبيز التي بات تبدو مختلفة وأقرب لما لتكون لبشر سابقين قبل تعرضهم للـT-Virus بجانب الذكاء الأصطناعي الخاص بهم والذي يجعل مراوغتهم مربكة للاعبين وعند الحديث عن الزومبيز الأعتياديين فلا يمكننا غض النظر عن وحوش الليكرز التي ستزرع الخوف عند مواجهته بالأماكن الضيقة ومن تجربة شخصية وحش الليكرز كان أصعب مواجهاتي باللعبة حيث يتملك خفة وسرعة بالحركة ما يسمح له بالأنتقال بين الأماكن بسرعة وإلحاق الضرر بك على عكس Mr.X ورغم المشاكل الذي أحدثها للعديد من اللاعبين ألا أن مراوغته وتجنب مواجهة ممكنة بحالة لعبت خطواتك بشكل صحيح ،ما يميز السلسلة بجانب شعور الخوف،التوتر وعدم الطمأنينة هي مجموعة اختيارية من الألغاز التي ستكافئك عند حلها بالأسلحة والأدوات اللازمة التي ستساعدك بالبقاء ومواجهة ما هو قادم للنيل منك والتي تتطلب منك الذهاب والعودة من وإلى والبحث بنفس الأماكن التي مررت بها مراراً وتكراراً وهذا من وجهة نظري يعزز أهمية الأستكشاف باللعبة ويقدم معه خيارات متعدةة وحرية أكبر للاعبين لأستكشاف ممرات مركز الشرطة وما يجعل هذه المنطقة ذو قيمة على عكس ما تفعله كثير من الألعاب الحديثة التي تدعي تقديم الحرية المطلقة للاعبين على غرار RDR2 وما قامت به هو بتقييد اللاعبين للسير على نظم وقوانين تضعها اللعبة بنفسها دون إحداث أي تغيرات بمجريات اللعب، فريق التطوير خلف الريميك وضع جهداً كبيراً بتصميم الممرات لتحاكي على ما كانت عليه اللعبة الأصلية مع محاولة لتقديم بعض اللمسات عليها التي تجعل من ممرات مركز الشرطة جديدة حتى على من قام بخوض تجربتها الأصلية مراراً وتكراراً لتظهر بصورتها الحديثة بشكل مختلف عما أعتاد عليه من خاض تجربة اللعبة الأصلية سابقاً.

الجانب الصوتي والمؤثرات البصرية
واحدة من أهم الجوانب المميزة التي خلدت في أذهاننا من تجربة النسخة الأصلية هي الموسيقى والشعور الذي تقدمه للاعبين فكيف يمكننا دخول مركز الشرطة دون سماع الموسيقى الأيقونية الخاصة بالمبنى والتي جلبت لي بصورة شخصية كمية كبيرة من الحنين لذكريات الماضيِ عند مشاهدة المنطقة بصورته الجديدة لأول مرة ومع الموسيقى التي عملت بالخلفية بينما أتجول بأرجاء الساحة وهنا تأتي النقطة التي جعلت من النسخة الأصلية مميزة بنظري والتي خسرته النسخة الجديدة التي تخلت عن الموسيقى الأصلية لتقديم شعور الولوج لمركز الشرطة بأحساس ميت وخالي من الخوف أو التوتر واللذان قدماء بصورة مثالية بالموسيقى الأصلية ، الفريق أيضاً أعتناء بالعناصر الصوتية الأخرى باللعبة حيث أصوات الزومبيز بات تدق التوتر بعروقك ما صنع من مواجهة الزومبيز أكثر خطراً عن ذي قبل وبالحديث عن أصوات الزومبيز المثيرة للتوتر فالأمر لم يحصل بالمثل لوحوش الليكرز رغم بكونه مخيفة وتزرع التوتر ألا أنه كانت أقل من أصوات الليكرز بالنسخة الأصلية ولكن التجربة تبقى مرعبة بكافة الأحوال ، رغم وجود الكثير من العناصر المحببة من النسخة الأصلية رفقت أفكاراً أخرى جديدة ألا أن هنالك العديد من النواقص بنسخة الريميك واحدة منها هي بغياب العناكب التي تواجدت بالنسخة الأصلية والتي كانت تزوع الخوف عند مواجهتها بالمجاري وتضعنا بموقف يحتاج للتفكير قبل مواجهتها وجهاً لوجه أيضاً غياب وحوش الليكرز الأسود بنسخة الريميك كان قراراً غير موفق من فريق العمل حيث طانت هذه الوحوش تقدم تحدياص أكبر من وحوش الليكرز الأعتيادية وبجانب غياب الليكرز والعناكب هنالك قرار ثالث لفريق العمل لم يوفقوا به وهو غياب وحوش الهنترز الشرسة والتي كانت لتضيف تحديات أكثر رعباً وتوتراً لنسخة الريميك.

الإيجابيات:-
+ قصة مميزة بمشاهد سينمائية أكثر درامية عن ذي قبل.
+ تحدي كبير بتجربة اللعبة بنظام تصويب صلب وسلس.
+ تصوير مركز الشرطة بأفضل صورة تعيد معه الكثير من ذكرياتنا مع المكان.
+ تفاصيل مميزة بتصاميم الزومبيز الليكرز باللعبة وتقدم مميز لـMr,X.
+ الألبوم الموسيقى الأصلي يعيد التجربة المميزة مع اللعبة وبالتحدي الموسيقى الأيقونية بمركز الشرطة.
+ مستوى رسومي مبهر وصوتيات عالية تواكب الجيل الحالي.
+ الكثير من الذكريات تعود بحلة حديثة ومعاصرة تخبر القادميين الجدد باللعبة لما هي مميزة لمن قام بتجربة النسخة الأصلية.
+ شح الرصاص والأدوية باللعبة يجعلها من لعبة Resident Evil أصلية.
+ موسيقى غرفة التخزين الأيقونية ومجموعة من الألغاز الجديدة التي صنعت تجربة مميزة للريميك رفقة الألغاز الأصلية.
السلبيات:-
– الموسيقى الجديدة باللعبة لم تكن بالمستوى المرجؤ منها.
– مشاكل بالذكاء الأصطناعي ببعض الزومبيز، ليست مؤثرة على التجربة لكن كان يمكن تجنب حدوثها.
– شاشات التحميل الطويلة بالبداية.
الخلاصة:-
عشرين عاماً مضت من تجربتنا الأصلية للعبة Resident Evil 2 وبعد كل هذه السنوات تعود إلينا اللعبة بحلتها الجديدة مقدمة ومواكبة لأحدث التكنولوجيا الصوتية والبصرية المتوفرة حالياً والتي ذكرتنا بكيف كانت التجربة الأصلية مرعبة ومميزة لنا قبل عشرين عاماً.
8.5/10
- 0 Comment
- مراجعات
- 30 يناير,2019