مراجعة Marvel’s Spider-Man 2

بسم الله الرحمن الرحيم

تبدأ قصة اللعبة بتهديد جماعة Kraven أعظم صياد في عالم Marvel لمدينة نيويورك للبحث عن منافس يتحداه في نزال حتى الموت، و تبدأ رحلة صيده مع أعداء Spider-Man و توظيف أتباعه في أرجاء المدينة لأجل أن يبث الرعب في قلوب خصومه. و هنا يتدخل صديق نيويورك Spider-Man أو بالأحرى Spider-Men، حيث أننا نلعب بدور اثنين من رجال العنكبوت وهما Peter Parker و Miles Morales.

رجلا العنكبوت يواجهان خطر غير مسبوق، و تداخل هذا الخطر مع محاولة لموازنة حياتهم الشخصية يسبب النزاع المعتاد رؤيته في الأبطال الخارقين، وهنا نشهد لحظات ملحمية مفصلية في القصة باستطاعتي أن أقول بأن Insomniac Games صنعها بشكل يضاهي تأثير أفلام Spider-Man.
جمعت القصة كوكبة أعداء لا بأس بها، ساهموا في إظهار أفضل و أسوأ ما في بيتر باركر و مايلز موراليس بفضل أدائهم الصوتي و قتالاتهم الملحمية و أدوارهم في القصة.

في الجزء السابق كانت القصة إذا انتقلت من الأبطال إلى الأشخاص ما خلف القناع تؤدي إلى لحظات يجوبها الملل بل و تقتل الرتم بشكل يصعب استعادته، لكن في هذا الجزء أصبح الوضع أكثر إثارة، و استطاعت اللعبة بأن تجعل جانب الحياة الشخصية لأبطالنا مثيرًا للاهتمام، لدرجة أن جزئيات اللعب الخاصة بهذا الجانب أمتع و أفضل، و سأكتفي هنا لتجنب الحرق.

مدة القصة مناسبة جدًا بالنسبة لشخصيتين قابلتين للعب ومع هذا العدد من الأعداء نجح الإستديو في موازنة رتم اللعبة دون تضحيات، أي أنه لم يكن هناك تصعيد سريع مبالغ به للأحداث أو تبطيئ يقتل التسلسل السردي.

نهاية حديثي عن القصة أن Insomniac Games استطاعوا تقديم طور قصة أسطوري ناضج و أفضل بكثير من الجزء السابق. و الكثير من عشاق Spider-Man و المتابعين لمرئياته من الأفلام و الأنميشن سيعجبون بالجانب القصصي بكل تأكيد.

تدعم اللعبة اللغة العربية في دبلجة الأصوات باللهجة المصرية و تعريب القوائم و ترجمة النصوص، هذه المرة يمكنك تفعيل الأصوات باللغة الإنجليزية مع الترجمة العربية بالقوائم و النصوص لكن باللهجة المصرية. و هو برأيي قرار غير موفق، حيث أن حكر ترجمة الحوارات للهجة عربية معينة يشتت القارئ بدلاً من اعتماد العربية الفصحى في الترجمة.

أسلوب اللعب في الجزء الثاني يعتبر قفزة كبيرة عن سابقه، لن يعتمد رجلا العنكبوت على المعدات فقط بل أيضًا على قدرات هجومية توفر قدر محدود من الحرية مع متعة أكبر من القتال، فمثلا بيتر باركر لديه قدرات تقنية خاصة ببدلته، و الشق الآخر من قدراته مستند على قدرات بدلته السوداء، ونفس الأمر مع مايلز. باستطاعتك توزيعها بين الأربعة أزرار (مثلث – مربع – إكس – دائرة) مع ضغطك لزر L1، هذا فيما يخص القدرات.

أما بالنسبة للمعدات فتوسعوا فيها بإضافة معدات جديدة و توسعة الترقيات لكل أداة و التي ستعتمد عليها بشكل مكثف مع تنوع و كثرة الأعداء الشرسين. كما أننا نشهد قائمة تطويرات لعناصر أساسية في اللعب تنطبق على كلا البطلين وهي قائمة تقنيات البدلة مثل الصحة التي توفر ترقيات إضافية لعداد صحتك و الضرر الذي يرفع من نسبة الضرر الذي تسببه لأعدائك، و كذلك التركيز الذي يعمل على تحسين التشافي و الضربات القاضية السينمائية بفعالية أكبر، و أخيرًا التنقل أو الاجتياز و هو يعمل على زيادة سرعة التنقل و إضافة تقنيات تأرجح جديدة للبطلين.

و هذا ليس كل شيء بخصوص أنظمة التطوير، فهناك شجرة مهارات خاصة بكل رجل عنكبوت و كذلك شجرات مهارة متشاركة بينهما، هذا يعطي استقلالية أكثر لكل واحد منهما أثناء القتال.
و تشمل المهارات ترقيات لكل عنصر بأسلوب اللعب، سواءً من إضافة حركات قتالية جديدة أو ضربات قاضية أو حتى التنقل بحد ذاته.

حسنًا، و ماذا عن الإضافات الجديدة في أسلوب اللعب؟ أجنحة الشبكة التي تسمح لك بالطيران لفترة وجيزة و هي متطلبة جدًا و ستختصر عليك مسافات كثيرة، و مع حرصك لترقية استخداماتها ستجعل التنقل أسرع و أمتع، أيضًا توجد خاصية تجعل من القتال أكثر فعالية و هي القدرة على الصد لحظة الهجوم عندما يتلون “حس العنكبوت” باللون الأصفر فوق Spider-Man و القدرة على شن هجوم معاكس بعد أن يترنح العدو، بالنهاية Spider-Man 2 لم تبحر بعيدًا عن ميناء الجزء الأول، لكن بعدد من التحسينات و الإضافات الكبيرة لأسلوب اللعب أصبح متفوقًا بكل شيء مقارنة بسابقه.

العالم المفتوح مرتبط بشكل مباشر بنظام التقدم، و قد نجح الإستديو في تحفيز اللاعب على قيامه بالنشاطات اليومية التي يقوم بها Spider-Man عادةً مثل إنقاذ المدنيين أو إبطال عملية سطو و نحوها. حتى بفتح الأزياء (و هي بالمناسبة كثيرة و رائعة) و من خلالها تكتسب أجزاء تقنية لكي تنفقها على معظم الترقيات و فتح الأزياء، و لكي تستثمر أكثر بالعالم المفتوح و توظف جميع القدرات أنصح باختيار صعوبة “مذهل” للاستمتاع بأقصى نوع من التحدي (ستتاح لك صعوبة أعلى منها بعد إنهائك القصة الأساسية).

أول ما تبدأ به اللعبة بتقديمك للعالم المفتوح هو تطبيق سبايدي الودود الذي سيلعب دور الدليل للمهام الجانبية والرئيسية والنشاطات، و من خلاله ستستطيع التبديل بين بيتر و مايلز في أي وقت تريده كحال التبديل بين الشخصيات في GTA V.

المحتوى الجانبي منقسم لثلاثة أقسام، بعضها خاص ببيتر وبعضها خاص بمايلز و بعضها متشارك بين الاثنين، المهام الجانبية الخاصة بكل رجل عنكبوت ممتازة و تضيف للقصة و للعالم بشكل غير مسبوق في ألعاب السوبرهيرو و هذه نقطة إيجابية تحتسب للمطورين و لكن ما إن تنتهي هذه المهام الجانبية ستضطر للتعامل مع النشاطات حول مدينة نيويورك، و التي هي معظمها تجميعات إلا نشاط أو نشاطين يؤدون لجزئية ختامية ممتازة لكن المشكلة طوال رحلتك مع تلك النشاطات حيث أنها غير ممتعة و لا تعطيك الحافز الكافي لإتمامها إلا للتشوق لنهاية هذا النشاط.

حاول إستديو Insomniac Games محاكاة بعض ما قام به إستديو Rocksteady مع لعبته Batman: Arkham Knight، حيث ربط بعض النشاطات بأشرار معينين لا ظهور لهم بالقصة الرئيسية، وقد إستطاع الإستديو ربطها بحدث حالي أو سابق أو ماضي بين الشخصيات، كل واحد من هذي النشاطات نهايات غير قابلة للتنبئ بجزئية سينمائية أو ظهور العقل المدبر الغير متوقع ونحوها، سنجد هنالك تلميحات لشخصيات و إشارات لعشاق Spider-Man و ألعاب إستديو Insomniac Games إذا كنت من الأشخاص الذين يستمتعون بهذا النوع من التلميحات فهنالك العديد منها ما سيفاجئك وبالنسبة لي هذا النوع من التلميحات دائماً ما كان محط ترحيب لي كعاشق مخضرم، المهام الجانبية قدمت إستثناء رائع على نطاق المحتوى الجانبي من ناحية التسلسل و تداخل الشخصيات و أداء المهام نفسه، أنا فقط تمنيت أن تكون أطول أو أكثر من ذلك، نعم تم تكبير الخريطة وهذا يعني المزيد من المحتوى الجانبي لكن تمنيت ألا يتم حصر معظمها بالتجميع و أن تكون أكثر تنوعاً، فمثلاً أوكار أتباع الصياد Kraven جميعها يشبه بعضها ولو أنها تؤدي لمقرات مختلفة بنهاية المطاف لكن تمنيت أن ما يؤدي لهذه المقرات أن يكون مختلف بشكل كافي يجعلني أستمتع بالرحلة, وهكذا الحال مع معظم النشاطات إلا واحد أو إثنين، ليس بالضرورة أن المحتوى الجانبي سيء لكن تمنيت أن يكون أكثر كمّاً و تنوعاً.

المستوى التقني الذي وصلته هذه اللعبة مرعب لأبعد حد يمكن تصوره، و أتكلم هنا عن خلو تجربتي من الأخطاء التقنية (و هو أمر قد يختلف من شخص لآخر) و كلامي ينطبق أيضًا على الجانب الرسومي، من رسوم وجوه الشخصيات إلى الإضاءة و الانعكاسات، كل هذا يجعلني أراها واحدة من أقوى الألعاب رسوميًا لهذا الجيل.

Spider-Man 2 هي أكبر إثبات لقضية كيف لو كانت ألعابنا المفضلة لهذا الجيل محصورة على الأجهزة المنزلية الحالية فقط دون أجهزة الجيل الماضي، واحدة من تقنيات الجيل الحالي أضافت خاصية لم نتمتع لها في الجزء السابق، و هي خاصية السفر السريع أو الآني، تستطيع من أي مكان في الخريطة أن تسافر للشارع أو الحي أو الحديقة التي تود الانتقال إليها. بمجرد تفعيلك للسفر السريع ستجد سبايدرمان في الهواء يطير إلى المكان الذي حددته، و أيضًا التنقل بين بيتر باركر و مايلز عن طريق تطبيق سبايدي الودود.
كما أن إستديو Insomniac Games دعم ذراع التحكم DualSense بشكل لا بأس به مثل الاستماع للمذياع من خلال ذراع التحكم أو إطلاق الشباك بواسطة R2 و L2.

أما من ناحية الصوتيات فسوني وألعابها هي الرائدة دائمًا في هذا المجال، من أداء صوتي مذهل إلى موسيقى ملحمية تصنع لحظات عظيمة في القصة. مطور اللعبة ينوي بعد نشر هذه المراجعة و قبل إطلاق Spider-Man 2 إصدار تحديث فيه مزيج صوتي خاص بتقنية Dolby Atmos تستفيد مكبرات الصوت المتوافقة مع التقنية بأفضل شكل ممكن.

الإيجابيات:
+ طور قصصي بسير و رتم أحداث رائع و ممتع
+ تحسن كبير و مطلوب بأسلوب اللعب سواء في القتال أو التنقل
+ أداء صوتي مذهل من مؤدين الأصوات إلى الموسيقى
+ مستوى تقني و رسومي جبار بالنسبة للعبة بهذا الحجم والتسعيرة

السلبيات:
ــــ محتوى جانبي يشوبه بعض التكرار.

الخلاصة:
سوني و إستديو Insomniac Games قدموا تجربة أقل ما يقال عنها هي أنها ملحمة قصصية رائعة يتمنى أي عاشق لأيقونة Spider-Man الخوض بها بكل تفاصيلها، من رتم ممتاز إلى سير أحداث مثير و درامي لأبعد حد، مع تحسن كبير و متطلب لأسلوب اللعب إلى أداء صوتي مذهل كعادة ألعاب سوني و مستوى رسومي خارق فوق العادة، لربما لم تستطع اللعبة حل وباء المحتوى الجانبي لكن تشعر أن المطور قدم رسالة حب لعشاق الرجل العنكبوت فهي تجربة من أولها إلى آخرها تستحق وقتك الثمين لأنك ستشهد أفضل عمل قد قدمه Insomniac Games بتاريخهم ويضاهي كتابة أحداث ثلاثية سام ريمي الأيقونية.

التقييم النهائي:
9/10