ألعاب إستوديو التطوير Monolith Soft عزيزة على قلبي جدًا و كثير منهم من ألعابي المفضلة، و من لحظة الإعلان عن النسخة المحسنة لثنائية Baten Kaitos وحماسي لها عالي لأنني سمعت عنها الكثير من المدح لتميزها في أسلوب اللعب وعالمها الرائع.
بعد 20 عام منذ إصدار الجزء الأول و17 عام منذ إصدار الثاني، تعود لنا ثنائية Baten Kaitos في حزمة تحتوي نسخ محسنة للجزئين. هذه المراجعة مقسومة بين الجزئين وسأتحدث عن تجربتي معهما بالتفصيل.
Baten Kaitos: Eternal Wings and The Lost Ocean

العالم:
عالم Baten Kaitos مشكل من عدد من الجزر في السماء وكل جزيرة تعتبر دولة مختلفة.
في هذا العالم توجد طاقة سحرية تسمى Magna داخل كل مخلوق و جماد، يمكن حصر خلاصة هذه الطاقة من أي جماد داخل بطائق تسمى بالـMagnus تسمح لك باستعمالها بشكل مماثل للغرض الأصلي.
بكل صراحة هذا واحد من أكثر العوالم المميزة في الألعاب، المقدمة كانت كافية لإثارة إهتمامي به وأردت معرفة المزيد عنه. شعور المغامرة ورغبة استكشاف العالم متواجد دائمًا في ألعاب Monolith Soft وأعتبرها إحدى نقاط قوتهم مهما كانت اللعبة وعالم Baten Kaitos من أفضل عوالمهم من هذه الناحية بسبب بنائه القوي وأسرار كل منطقة التي توضح لك مع تقدم القصة.

القصة والشخصيات:
تبدأ القصة مع بطلنا Kalas وهو شاب في رحلة بهدف الانتقام من قاتل جده وأخيه عندما يلتقي بفتاة اسمها Xelha تبحث عن بطاقة قوية جدًا تسمى بالـEnd Magnus. بعد عدة أحداث يضطر Kalas لمرافقة Xelha في رحلتها للحصول على بقية بطائق الـEnd Magnus قبل إمبراطورية Alfard.
أنت كاللاعب تأخذ دور الـGuardian Spirit الخاص بـKalas وهي روح من عالم آخر تسانده هو ورفاقه أثناء رحلتهم وترشدهم في القصة عن طريق الجواب على تساؤلاتهم وإن جاوبت بشكل يرضيهم قد تتاح لهم ضربات قوية أثناء المعارك.
على أن القصة في البداية بسيطة واعتيادية إلا أنها مثيرة للاهتمام وتجذب اللاعب بسرعة بسبب العالم وأفكاره المميزة وتناغم الأبطال مع بعضهم. مستوى القصة جيد وأغلب الأحداث ممتعة بسبب الشخصيات الأساسية لكن رتمها متذبذب، بعض الأحداث الغير مهمة تأخذ وقت واهتمام أكبر مما تستحق لدرجة مملة وبعض الأحداث المهمة تأخذ وقت قليل جدًا لدرجة تؤثر سلبيًا في بناء الأحداث المستقبلية. النصف الثاني أخذ منعطف مختلف وفاجأتني أغلب الأحداث فيه بسردها الرائع.
تصميم المهام عادي أغلب الوقت لكن الثلث الأخير يحتوي مهمات كثيرة سيئة موجودة فقط لزيادة طول اللعبة لدرجة جعلتني أفقد حماسي حتى مع الأحداث الممتازة.

الشخصيات الأساسية هم نقطة قوة القصة، علاقتهم ببعض وتطورهم شيء جميل وكل واحد منهم يأخذ دور مختلف مكمّل للآخرين ولهم لحظات عاطفية لطيفة زادت من حبي لهم وبسبب دوري كالـGuardian Spirit شعرت بالانتماء للمجموعة وكأني أحدهم ولم أُرِد توديعهم مع النهاية. قبل فترة من نهاية القصة تتاح لك “مهمات جانبية” لكل شخصية أساسية تعطي نظرة جديدة لجوانب لم تركز عليها القصة الأساسية وكل مهمة لها طابع مختلف مناسب للشخصية لكن تصميمها ممل وتعود بنا لمناطق سابقة من القصة بدون أي تغيير حقيقي.
أغلب الشخصيات الجانبية كانوا بين سيئين إلى عاديين بأفضل حال، على أن جزء كبير من القصة يتمحور حول زيارة الدول المختلفة إلا أن سكان هذه الدول لا يأخذون وقتًا كافي أو يشغلون دور مهم في القصة إلا دولة واحدة أخذت التركيز الأكبر في القصة.
الأشرار أيضًا بمستوى مشابه فأغلبهم بلا أهداف حقيقية ويتقلبون بشكل غريب وحتى بعد أن إنتهى دورهم في القصة لم أفهم لما فعلوا أيًا من أفعالهم غير تحريك القصة.
أسلوب اللعب:
أسلوب اللعب يعتمد بالكامل على بطائق الـMagnus و تتنوع من أسلحة (البطائق الهجومية) إلى دروع (البطائق الدفاعية) وحتى طعام وأغراض عامة (قد تكون علاجية أو هجومية)، بعض الـMagnus تتغير مع مرور الزمن في اللعبة مثل الطعام الذي يصبح فاسد ويتحول من طعام إلى غرض هجومي أو الأغراض التي تستعمل للهجوم تصبح أغراض أخرى أضعف أو أقوى.
يمكنك إختيار ثلاثة شخصيات في القتال وكل شخصية لديها مجموعة بطائق مرقمة تنقسم بين الثلاثة أنواع التي ذكرتها والهجوم والدفاع ينقسمان إلى ستة عناصر كل إثنان منهم متضادة (ماء ونار، نور وظلام، رياح وزمن).
كل شخصية تقريبًا لها بطائق مميزة وأعجبني هذا النظام لأنها تسمح لك ببناء كل شخصية بأفضل بطائق ممكنة من دون التفكير بالآخرين أو الإضرار بقوتهم لكن عدد البطائق الضخم لكل شخصية لا يعني شيئًا لأنها فقط بطائق بقيم أعلى من السابقة أو بطائق بخصائص مميزة مثل السموم وغيرها عديمة فائدة حقيقية في القتالات.

دور الشخصية الهجومي يسمح لك باختيار عدد من البطائق الهجومية (أو العلاجية) وإن كانت أرقامها متتالية بشكل تصاعدي أو تنازلي أو متكررة يزيد الضرر (أو كمية العلاج) الذي تسببه، نفس الأمر يحصل عندما يهجم العدو فتستطيع أن تختار بطائق دفاعية أثناء هجوم العدو (ويعتبر هو الدور الدفاعي للشخصية) لتحمي نفسك (وتستطيع أن تختار بطاقة دفاع لكل بطاقة هجوم يستعملها العدو) وقوانين الأرقام باقية نفسها.
أحد الأنظمة التي تمنعك من استعمال بطائق عشوائية هو أن استعمال بطائق بعناصر متضادة لبعضها يقلل ضررها بحيث استعمالك لبطاقة نور ضررها 100 وبطاقة ظلام ضررها 50 سيتسبب بضرر يساوي 50 في النهاية. يمكنك أيضًا استغلال هذا النظام باستخدام بطائق دفاع مضادة لعنصر هجوم العدو لتحمي نفسك بشكل أفضل.
أساس أسلوب اللعب ممتع لأن دمج تبادل الأدوار مع نظام البطاقات وأدوار بأوقات محدودة أدى لأسلوب لعب مميز يتطلب تركيز وسرعة في التخطيط لكي تستعمل بطاقات بأرقام مناسبة حتى تزيد الضرر وتنهي دورك بضربة مميزة (Special) قوية لكنه ليس من دون مشاكل، بعد مدة في اللعبة يتضح أنه لا يوجد أي عمق إضافي أو أنظمة جديدة تضيف للأساس الجيد فيصبح ممل ومكرر وسهل جدًا. التغيير الوحيد في أسلوب اللعب هو أن مع زيادة مستوى الـClass للشخصية تقل المدة المتاحة لك قبل بداية الأدوار حتى تصبح 5 ثواني وعدد البطائق التي تستطيع أن تستعملها في كل دور هجومي يزيد إلى 9 بطائق لكنها تزيد سهولة القتالات لا أكثر.

إحدى المشاكل المزعجة هي أن أغراض العلاج خارج المعارك محدودة جدًا وفي نقاط كثيرة من اللعبة أجبرت للخروج من المغارات فقط للعلاج.
مشكلة أخرى هي أن كل القتالات تعتمد على الحظ، فقد تجد نفسك في أدوار كثيرة فقط ببطاقات دفاعية ولا تستطيع الهجوم أو العكس وفجأة تصبح القتالات طويلة لدرجة مملة لأنك لا تستطيع الهجوم وتضطر للانتظار حتى تحصل على بطاقات هجومية. قد تقول أنها ليست مشكلة بسبب نظام البطاقات لكن المشكلة الحقيقية تكمن بعدم وجود طريقة سريعة للتخلص من البطائق وبالتالي تصبح مزعجة.
الريماستر يضيف خيارات جديدة لأسلوب اللعب يمكنك تفعيلها متى تشاء وهي تسريع اللعبة داخل وخارج القتالات، تبسيط شاشة المعلومات بعد كل دور، إغلاق القتالات، قتل كل الأعداء بضربة واحدة والقتال التلقائي.
خيارات التسريع (200% و 300%) ليست عملية فهي تفقدك التحكم بالشخصية خارج القتالات وتسرع العداد الخاص بزمن الأدوار داخل القتالات فيصبح خيار غير قابل للاستعمال أثناء القتالات وهذا أمر محزن لأن اللعبة كانت تحتاج التسريع بسبب سرعة الحركة البطيئة خارج القتالات و الأنيميشنز البطيئة داخلها.
الاستكشاف والمغارات:
جزء كبير من اللعبة سواء في المهمات الأساسية أو المحتوى الجانبي تعتمد على استعمال الـMagnus وهنا تسمى بالـQuest Magnus، يمكنك حصر الـMagna الخاصة بأغراض كثيرة تجدها في العالم لاستعمالها في مواقف محددة كحرق شجرة تسد طريقك لصندوق باستعمال النار أو أخذ غرض وإعطاؤه لشخص يريده ويكافئك بسلاح وستتطلب منك القصة إستعمال هذا النظام في أوقات كثيرة.

المغارات فاجأتني بمستواها الممتاز حتى بمقارنتها مع معايير زمننا هذا، ومن تجربتي لكثير من ألعاب التصنيف في ذاك الجيل أعتبرها من الأفضل بينهم بلا نقاش. استغلت أفكار العالم المميز ودمجتها بشكل جميل في التصميم مع ألغاز ممتعة تعطيك فترات راحة من القتالات وقد تستعمل الـQuest Magnus فيها بشكل ذكي.
مشكلة المغارات الوحيدة هي أنها مليئة بأعداء مكررين مملين. من البداية ستلاحظ أن الأعداء في المغارات محدودين ومكررين وأن كل مغارة قد تحتوي نوعان أو ثلاثة أنواع من الأعداء بأفضل تقدير، المشكلة تزداد لأن بعض المغارات في النصف الثاني من القصة تعيد استعمال نفس الأعداء بألوان مختلفة ولأن الأعداء يعودون مع تغيير الشاشات يصبح الوضع ممل جدًا (وهنا استعملت خاصية إغلاق القتالات).
الرسوم والموسيقى:
لا أشك بأن أحد أسباب محبة الناس لـBaten Kaitos هو توجهها الفني، فحتى بعد قرابة عشرين عام أستطيع بكل ثقة أن أقول عنها أحد أجمل الألعاب التي لعبتها في حياتي. توجهها الفني رائع ومميز ولم أرى مثله قط، كل دولة ومدينة ومغارة لديها مظهر خلاب يجعلك تتوقف فقط لتستوعب مدى جماله بسبب الخلفيات المرسومة يدويًا واستعمال الألوان المثالي.
الموسيقى من الملحن الغني عن التعريف Motoi Sakuraba، إسمه فقط يكفي لمعرفة جودة الموسيقى ومستواها الرائع الذي رفع من متعة استكشاف العالم والمغارات وعزز من متعة القتالات بشكل رهيب وبالتحديد في قتالات الزعماء وتمتاز بتنوعها المستمر وتجنبت أي تكرار بين المغارات الكثيرة.

التحسينات العامة والأداء:
الريماستر رفع الدقة إلى 1080p وزاد من جمال العالم ويعطينا القدرة على تقدير جمال اللعبة بشكل كامل بدون أي تغييرات. كما أنه حسن رسومات الشخصيات بشكل خفيف وغير أغلب القوائم للأفضل لكن للأسف أن قوائم القتال أصبحت أسوأ من التصميم الأصلي، تمنيت لو أنهم حسنوا تلك القوائم بدلًا من التغيير التام هذا.
الأداء التقني في Eternal Wings and The Lost Ocean متذبذب، تهدف اللعبة للحصول على 30 إطار في الثانية لكنها تهبط في أوقات كثيرة حتى أن تصل إلى أقل من 15 إطار في الثانية في بعض المناطق وقتالات كثيرة لدرجة مزعجة. بدون مبالغة في أحد القتالات التي كان من المفترض أن تأخذ خمس دقائق كأطول مدة بقى القتال لأكثر من 10 دقائق فقط بسبب هبوط الإطارات المقرف.
Baten Kaitos: Origins

القصة والعالم والشخصيات:
تأخذنا قصة الجزء الثاني للماضي مع بطلنا Sagi قبل 20 عام من أحداث الجزء الأول وهو جندي يعمل لوحدة عسكرية سرية في الإمبراطورية. تبدأ القصة عندما يُرسل Sagi ومجموعة من جنود الوحدة في مهمة خطرة لاغتيال الإمبراطور بهدف سياسي من رئيس الوحدة السرية.
مرة أخرى، تأخذ أنت كاللاعب دور الـGuardian Spirit الخاص بـSagi وترشدُه في رحلته هو ورفاقه للكشف عن أسرار الإمبراطورية ومشاكلها السياسية الداخلية.
هذه المرة تبدأ القصة بقوة مع تركيز مختلف وهو مشاكل الإمبراطورية السياسية وعلاقاتها مع الدول الأخرى. مستوى القصة ممتاز وجذبتني بعمقها والغموض حول الإمبراطورية منذ البداية مع أحداثها الممتازة واحتوت منعطفات كثيرة لم أتوقعها أبدًا طبقت بشكل مثالي. رتم القصة تحسن بشكل ملحوظ ويتصاعد حتى النهاية وتجنب التخبط الموجود في الجزء الأول ورفع من متعتي في اللعبة بشكل لا يوصف.
تصميم المهام تحسن وأصبح جيد أغلب الوقت والمهام السيئة شبه معدومة ولم ألاحظ محاولات مملة لزيادة طول اللعبة مثل الجزء الأول.

العالم ما زال بنفس تميز الجزء الأول واستغلت القصة أنها في الماضي عن طريق زيارتنا لمناطق سابقة وجديدة في العالم ولا زال شعور المغامرة موجود بشكل جميل جدًا. هذه المرة ركزت اللعبة على الجانب السياسي من العالم وتعمقت فيه و وضحت لنا كيف وصلت الدول لأوضاعها في الجزء الأول.
الشخصيات الأساسية لا زالوا نقطة قوة القصة وتعدوا روعة شخصيات الجزء الأول، هذه المرة مكونه المجموعة الأساسية من ثلاثة شخصيات فقط يلتقون في الساعات الأولى من القصة. مونوليث يتفننون مرة أخرى بصناعة شخصيات ممتازة لديهم علاقة تتطور بشكل جميل مع لحظات مسلية ولطيفة وعاطفية كثيرة تزيد من واقعيتهم جعلتهم من المجموعات المفضلة لي في الألعاب بالإضافة للماضي الغامض لكل واحد منهم الذي يتضح مع تقدم القصة ويزيد من مستواهم أكثر. ومع وجودي كالـGuardian Spirit لـSagi، أحسست برابط قوي معهم مثل الجزء الأول وحواراتهم معي تحسنت وذات أثر حقيقي في أسلوب اللعب (سأتحدث عنه لاحقًا).
الشخصيات الجانبية تحسنوا بشكل ملحوظ وأخذوا الوقت المستحق لهم مع كتابة ممتازة و أدوار مهمة تؤثر في القصة بوضوح. كما أننا نلتقي بعدد من شخصيات الجزء الأول في صغرهم و شبابهم وبعضهم أخذوا هذه الفرصة لتوضيح دوافعهم وأفعالهم في الجزء الأول بشكل جميل حسن شخصياتهم.
الأشرار بلا شك أفضل بمراحل من الجزء الأول لكنهم أضعف جزء في القصة حتى لو أن مستواهم العام جيد.

أسلوب اللعب:
بعد ضعف عمق أسلوب اللعب في الجزء الأول واعتماده المزعج على الحظ تمنيت من Origins أن تصلح تلك المشاكل ولم تخيب ظني. الآن، الشخصيات الثلاثة كلهم يشتركون في مجموعة بطائق واحدة (تصل إلى 60 بطاقة) والبطائق الهجومية أصبحت محدودة لثلاثة بطائق مرقمة من 1 إلى 3 تتصاعد بالقوة يمكن لأي شخصية أن تستعملها ويجب أن تستخدم بشكل تصاعدي ولا يمكن تكرار نفس الرقم.
توجد بطائق مميزة للشخصيات تسمى Specials وهي ضربات قوية لها مستويات مختلفة وتشغل الأرقام من 4 حتى 7 (كلما زاد الرقم يزيد مستوى الضربة) ولا تستطيع إستعمالها إلا لو كنت تملك Mana كافية (تزيد عن طريق استعمال بطائق عادية سواء هجومية أو علاجية أو معدات).
الأسلحة والدروع أصبحوا بطائق معدات (أغلبها مرقمة 0) وتبقى مع الشخصية لعدد من الهجمات (سواء منك إن كان سلاح أو من العدو إن كان درع) وتتنوع بشكل مشابه للجزء الأول (ستستعمل أقوى بطائق معدات وحسب أغلب الوقت) لكن فقط يمكنك الاختيار بين سلاح أو درع ولا يمكن استعمالهما بنفس الوقت. يمكنك أيضًا تطوير المعدات لكن فائدته محدودة.
يجدر بالذكر أن نظام العناصر تغير قليلًا، فالضربات ذات عناصر متضادة لا تقلل ضرر الكومبو النهائي. باقي الاعتماد على العناصر المختلفة لزيادة دفاعك أو ضررك ضد أعداء محددين.

هذه التغييرات لنظام البطاقات زاد عمق أسلوب اللعب وجعله أمتع ويعتمد على التخطيط أكثر بكثير من الجزء الأول ويعطيك خيارات واسعة جدًا فيمكنك تنفيذ كومبوات طولية جدًا للشخصيات إن وجدت البطائق الصحيحة. الجميل في أسلوب اللعب الآن أنه يمكنك ربط كومبوات الشخصيات ببعضها دون إعطاء العدو فرصة للهجوم عن طريق نظام يسمى بالـRelay Combo يمكنك تفعيله إن أنهيت دور شخصية باستخدام بطاقة Special وبدأت دور التالية ببطاقة هجومية رقمها 1 (يمكن استعمال 0 قبل 1)، هذا النظام عزز من عمق أسلوب اللعب والتخطيط وجعلني أتجنب إستعمال بعض البطائق في أدوار الشخصيات بهدف تنفيذ كومبو طويل بين الثلاثة يصل إلى 15 بطاقة أو أكثر.
يجب ذكر أن نظام الأدوار تغير بشكل جذري عن الجزء الأول فلا يوجد “دور دفاعي” أو “دور هجومي” وإنما كل شخصية لديها عداد يسمى Delay Gauge ويبدأ دورها عندما يفرغ هذا العداد. عندما يبدأ دور الشخصية يمكنك إختيار البطائق التي تريد استعمالها في دورها (ولديك وقت محدود لاختيار البطائق بعد أول بطاقة) ومن ثم تظهر الشخصية في الخط الزمني للأدوار على يسار الشاشة. التغيير هذا يزيد سرعة القتالات ويجعلها بلا لحظة ملل والقتالات الصعبة تصبح أمتع بكثير لأنك قد تخاطر باختيار البطائق بسرعة أو تنتظر حتى يهجم العدو لكي تستعمل غرض للعلاج وأصبحت كل المعارك تتطلب سرعة بديهة عالية لكي تستعمل الـRelay Combo بكامل قوته (لأنه لا يتفعل إلا لو كانت الشخصيات متتالية في الخط الزمني).

حلت اللعبة مشكلتان مزعجة من الجزء الأول، الأولى هي صحة الشخصيات فبعد كل قتال تمتلئ صحة الشخصيات بالكامل وبالتالي لن تضطر للبحث عن أغراض علاج كثيرة أو الخروج من المغارات للعلاج.
الثانية هي موضوع الحظ في القتالات، قد تعتقد أن التغييرات لأسلوب اللعب زادت من الاعتماد على الحظ لكن هذا أبعد شيء عن الحقيقة بسبب تغيير أثر تفاعلك مع الشخصيات كالـGuardian Spirit فإن جاوبت في القصة بشكل يرضيهم (زدت ثقتهم فيك) تستفيد في القتال بعدة طرق. أهم فائدة هي أن الشخصيات ذات الثقة العالية تحصل على بطائق مفيدة لها في دورها وتكمل الكومبو الخاص بها وبهذا لن تعتمد على الحظ بنفس مدى الجزء الأول.
طريقة أخرى تسمح لك بالتحكم بالبطائق لديك هو التخلص من البطائق التي لا تحتاجها من يدك وتسحب مكانها بطائق أخرى، هذه الإضافة البسيطة زادت سرعة القتالات بشكل مهول وتمحي موضوع الانتظار حتى أن تعطى بطاقة يمكنك استعمالها.
لا يزال التسريع المضاف في الريماستر غير عملي في القتالات بسبب الوقت المحدود لاختيار البطاقات والاعتماد التام على التوقيت لكنه أصبح أفضل بعض الشيء خارج القتالات إلا أن استعماله العملي محدود جدًا.
الاستكشاف والمغارات والمحتوى الجانبي:
لا زال الاستكشاف بنفس متعته وأصبح أفضل من ناحية الـQuest Magnus فيتاح لك نظام دمج الـMagnus بعد نقطة محددة من القصة وهذه الإضافة غيرت تعاملك مع الألغاز في العالم وحل مشكلات الناس عن طريق صنع أغراض يطلبونها.

المغارات بنفس متعتها وأصبحت أفضل في بعض النقاط مثل الألغاز المبتكرة لكن عددها أصبح أقل ومحدود لمغارات محددة.
قد تعتقد أن العودة لمناطق الجزء الأول تعني تكرار المغارات وعلى أن المدن نفسها إلا أن هذا الجزء يأخذنا لمغارات لم نراها من قبل في كل دولة وما زالت ممتعة جدًا ومبهرة مقارنة بجيلها.
تنوع الأعداء في المغارات لا زال محدود و مكرر لكن أسلوب اللعب السريع ساعد بتخفيف الملل معهم، ومرة أخرى استعملت إغلاق القتالات بعض أوقات بسبب كثرة الأعداء المزعجة.
المحتوى الجانبي في الجزء الأول شبه منعدم لكن هنا توجد 100 مهمة جانبية وعلى أن تصميم أغلبها ممل (تقريبًا كلها تطلب أن تجلب Magnus محدد أو تفعل نفس شيء فعلته عشرات المرات) لكن قصصها لطيفة وتضيف للعالم.
توجد قرية يمكنك بنائها عن طريق تجميع Magnus مختلفة في العالم مثل بيوت أو أشجار وكان محتوى لطيف وجوائزه ممتازة تستحق التعب.
المحتوى الجانبي المفضل لي في اللعبة هي الـColiseum، هي بكل بساطة ساحة قتال تحتوي مستويات مختلفة تتاح لك مع تقدمك في القصة وفيها أصعب وأمتع قتالات في اللعبة وتتطلب منك أن تحترف أسلوب اللعب بشكل تام لتنتهيها.

الرسوم والموسيقى:
لا زالت الرسوم جميلة جدًا ومميزة سواء في العالم أو المغارات، بعض المناطق مستواها أقل من مستوى الأولى رسوميًا والبعض أفضل لكن بشكل عام تبقى بنفس الجمال. المؤثرات البصرية الجديدة لضربات الشخصيات جميلة جدًا مقارنة بالجزء الأول وزادت من جمال مظهر اللعبة العام.
الموسيقى من تلحين Motoi Sakuraba مثل الجزء الأول ومرة أخرى صنع ألبوم موسيقي رائع يتعدى مستوى الجزء الأول بمقطوعات قتال ممتازة مناسبة لكل قتال وزعيم وموسيقى العالم والمغارات الجميلة وبعضها يأخذ من موسيقى الجزء الماضي ويضعها في قالب جديد أبهرني بشكل لا أستطيع وصفه.
التحسينات العامة والأداء:
ريماستر الجزء الثاني يحتوي نفس التحسينات المتواجدة في الأول لكن مظهر قوائم القتال هنا أفضل قليلًا من قوائم الجزء الأول. الأداء أفضل بكثير من الجزء الأول وشبه ثابت على 30 إطار في الثانية ولم أواجه مشاكل مزعجة فيه.
الإيجابيات:
+قصص وشخصيات ممتازة.
+عالم مميز مليء بالغموض يعطي شعور مغامرة حميل ورغبة بالاستكشاف.
+أساليب لعب رائعة لديها أنظمة مميزة وممتعة جدًا.
+تصميم مغارات ممتاز.
+رسوم خلابة حسنها الريماستر.
+ألبوم موسيقي جميل.
السلبيات:
-أداء متذبذب في الجزء الأول لدرجة مزعجة.
-جزئيات مملة في قصة الجزء الأول خربت على التجربة بشكل ملحوظ.
-تصميم أعداء ممل ومكرر.
-لا يمكن إستعمال التسريع أثناء القتالات بشكل عملي.
الخلاصة:
ثنائية Baten Kaitos فيها قصص رائعة وشخصيات ممتازة جدًا وأساليب لعب مميزة تتحسن بين الجزئين مع رسوم من أجمل ما رأيت في الألعاب وموسيقى جميلة تناسب العالم المميز المليء بالغموض والأسرار. مستوى الريماستر عادي ويعطينا الألعاب في الجيل الحالي بمظهر جميل وتحسينات مرضية ولو أن أداء الجزء الأول سيء في أوقات كثيرة (قد يتحسن عن طريق التحديثات مستقبلًا) والخيارات الإضافية لطيفة لكن فائدتها محدودة جدًا.
التقييم النهائي:
8.5/10
- 0 Comment
- مراجعات
- 3 أكتوبر,2023