بسم الله الرحمن الرحيم

عندي الكثير من الأفكار بخصوص Tales of Symphonia، كعاشق للجنرا ولسلسلة Tales of بشكل أخص كنت أفكر بأن أجربها من فترة طويلة جدا ولكن لم يساعدني الوقت. إلى أن سنحت لي فرصة مراجعة اللعبة اليوم وشعرت كأنها إشارة لي بأن أخوض هذه التجربة أخيرا..
معلومات عامة:
تاريخ إصدار الريماستر: 2023 / 2 / 17
مدة اللعبة: من 40 الى 60 ساعة
نوع اللعبة: أكشن / تقمص أدوار يابانية
المطور: Namco Tales Studio
الأجهزة: PS4, XboxONE,Switch
نسخة المراجعة: PS4
تاريخ اللعبة

صدرت Tales of Symphonia على جهاز الـGameCube في عام 2003 في اليابان و 2004 حول العالم وكانت من أشهر العاب جنرا تقمص الأدوار اليابانية على الجهاز في تلك الفترة.
بعد عشر سنوات من إطلاق اللعبة على جهاز الـGameCube تم إصدار ريماستر للعبة بعنوان Tales of Symphonia Chronicles على جهاز الـPlayStation 3 في عام 2013 في اليابان و 2014 حول العالم.
هذه النسخة المحسنة من اللعبة قدمت تعديلات بسيطة لجودة اللعبة و أشياء بسيطة داخل اللعبة.
لكن أهم تعديل في هذه النسخة هو وجود لعبة Tales of Symphonia: Dawn of the New World من ضمن الحزمة والذي هو عرض شيق لأي شخص ينوي اقتنائها.
والآن نأتي لمربط الفرس، بعد تسع سنوات من إطلاق أول ريماستر للعبة نأتي لثاني ريماستر لها الذي سنتحدث عنه الآن Tales of .Symphonia Remastered
بدايةً أود التوضيح بأن هذه النسخة من اللعبة لا ترافقها لعبة Tales of Symphonia: Dawn of the New World وسعرها $39.99 عكس نسخة Chronicles التي كان سعرها $30 .
القصة

كما هو متوقع من ألعاب الجانرا القصة غنية وعميقة.
عالمنا Sylvarant في أواخر مراحل عمره بسبب نقص طاقة المانا الشديد حاليا، المانا تعتبر روح وطاقة الحياة نفسها في هذا العالم وتكمن في التربة والأشجار وغيرها فنقصانها يتسبب بموت العالم.
في ظل هذه الظروف الصعبة أصبح أمل العالم كله على عاتق ال”مختار”، خادم للسيدة مارتل و الذي باستطاعتها إرجاع طاقة المانا للعالم عبر إتمام رحلة تجديد العالم، هذه الرحلة شديدة الخطورة والعديد من المختارين عبر السنين خسروا حياتهم دون إتمام الرحلة.
على المختار إيقاظ أرواح العناصر حول العالم و في النهاية يصبح قادر على إنقاذ العالم.
قالب القصة الأساسي جميل جدا ويعطيك أغلب الوقت تصور لخطوتك القادمة، كل آرك أو مرحلة في القصة تنتهي مع حدث يجذبك ويجعلك متشوق لما بعد، أغلب الوقت إذا جاوبت القصة على سؤال مطروح، يطرح عليك سؤال آخر يجعلك تفكر أكثر و أكثر.
هذا الشيء بالطبع كان من الممكن أن ينجح أو يفشل، و لكنه نجح بسبب طرح الأسرار في القصة وتركيبتها المدروسة, للأسف هذا الشيء لا يعني بالضرورة بأن جميع تقلبات القصة غير متوقعة، الكثير منها يمكنك توقعها قبل أن تحدث حتى، هذا الشيء ليس عيب في اللعبة نفسها بل على العكس هي مشكلة متوقعة من أي لعبة قديمة بشكل عام، فتكرار الأفكار أمر طبيعي.
هو جانب جميل بسبب عمر اللعبة عند تجربتها في الزمن الحالي ستشعر و كأنك تجرب شيء جديد، أغلب ألعاب الجيل الجديد من الجنرا بدأت تجرب أشياء جديدة فتجربتك لـTales of Symphonia Remastered ستكون بمثابة نكهة قديمة وربما تشعر بالحنين لها.
على عكس النصف الأول من اللعبة، شعرت بأن النصف الثاني افتقر لهدف أساسي، أتفهم فكرة المطورين لكن لي شخصيا شعرت بأنه مبعثر أكثر من اللازم، لولا بناء الشخصيات طيلة النصف الاول من اللعبة لكنت أحببت النصف الثاني بدرجه أقل.
على العموم Tales of Symphonia Remastered قدمت قصة جميلة خلال ساعاتي معها على الرغم من أنها كانت متذبذبة.
الشخصيات

كعادة ألعاب Tales of تمتلك ألعابهم طاقم شخصيات دسم جدًا، سأتحدث بإيجاز عن من أثاروا إعجابي منهم.
لويد
بطل قصتنا، الفتى الريفي من ناحية الشخصية, ساذج و متسرع في تصرفاته وسريع الثقة بالآخرين, و هذا هو أساس شخصيته فقط, خلال هذه اللرحلة الطويلة استمتعت جدا برؤية تطوره من الفتى ضعيف الشخصية إلى بطل القصة, طريقة تفكيرة الطفولية حيال العدالة تتغير وشخصيته تكبر .
كوليتا
الفتاة المختارة و الشخص الذي يتعين عليه إنقاذ العالم. أجمل ما في قصة كوليتا هو قدرتك على رؤية تعامل الناس والعالم معها وحجم العبء على عاتق أي شخص يولد مع هذا النوع من الدور، وهذا الشي ينعكس على شخصيتها وقلة أهميتها لذاتها، فهي لا تمانع تقديم الآخرين على نفسها في أي وقت كان، و بعيد عن القالب المصنوع لها فإن كوليتا فتاة عادية و اللعبة تذكرك دائمًا بهذا الأمر من خلال النكتة التي تتكرر بكثرة عن كونها تسقط أرضًا مرارًا و تكرارًا. و هي من أكثر الشخصيات التي تعلقت بها.
كوراتوس
شخصيتي المفضلة في القصة، من البداية و هو يشد الاهتمام، مبدئيًا تتعرف عليه على أنه مرتزق تم تأجيره لحماية كوليتا خلال رحلتها لتجديد العالم, مع الوقت ستتعمق بشخصيته بشكل أدق و تتعرف عليه بشكل شخصي، لدي مشكلة مع بضعة تقلبات قصصية تتعلق بقصته حيث شعرت بأن بها استعجال ولكن بشكل عام شخصيتي المفضلة.
ريغال
مشكلتي الوحيدة مع شخصيته هي كيفية تعاملهم معه بعد الآرك الخاص به، عدا ذلك كان شخصيتي المفضلة بعد كوراتوس، طاقم اللعبة كان ينقصه شخص ليكون بمثابة الأخ الأكبر ويقودهم و أشعر بأنه أدى هذا الدور بجدارة.
خطية اللعبة

أحد الامور التي أعجبت بها في النصف الأول من اللعبة هو أنها تعطيك حرية إلى حد ما بشكل غير خطي. أساس لب الجزء الأول من القصة هو تحرير عدد مجهول من الـseals، ربما ستتساءل أين الحرية هنا؟ الحرية هي في اختيارك بينهم، يمكنك أن تبدأ بأي واحد منهم (تقريبًا) حسب الترتيب الذي تريده. هذا الشي جعلني أشعر بحجم العالم بشكل أفضل و جعلني اقدّر خياراتي أكثر طوال الوقت. و للأسف من الواضح أين ينبغي عليك أن تتوجه حسب ترتيب معين بسبب صعوبة بعض الأعداء و لكن لا يوجد ما يمنعك بأن تسلك المسار الذي تريده بترتيبك الشخصي حسب قدراتك. فأنت من تقرر رحلتك بنفسك إلى حد ما. و بعض المرات ستحتاج أن تنهي مهمة معينة لكي تحصل على مفتاح و لكن عدى ذلك أنت مخيّر. هذا الجانب الجميل في العبة للأسف يختفي بعد النصف الأول، أو ربما يسعني القول بأنه سيقل وجوده.
المغارات وألغاز اللعبة

هنا سأتحدث عن أكبر عيوب اللعبة لي شخصيًا، الألغاز كانت تقع تحت قسمين: (تكرار سخيف) أو (واضح ممل) ما عدا لغزين أو بالكثير ثلاثة. لأي سبب من الأسباب قرر مصممي اللعبة بأن يضعوا فكرة مختلفوة بكل لغز، على سبيل المثال هناك لغز يصغر حجمك و لغز آخر فيه خمسة ظلال يطاردونك و هكذا.. إذا كان الموضوع يتعلق بكثرتها و تنوعها لما اشتكيت لأنه شيء جيد، مشكلتي كانت بسوء تصميمهم. كانت من الأسوء في السلسلة كلها لدرجة أنني بدأت أتفهم السبب وراء عدم تواجد ألغاز بهذا الطابع في باقي ألعاب Tales of تقريبًا. الألغاز فيها كمية تكرار وبعض الأحيان حظ و هو نظام جدًا سخيف، بكل سهولة لم تكن ممتعة بتاتًا. و ما جعلها أسوأ هو صعوبة التحكم في لويد بخريطة العالم في بعض الأحيان، هذا الشي جعلني أشعر بأن كل لغز أواجهه كان بمثابة مهمة يجب أ أنجزها أكثر من كونها تجربة هدفها المتعة.
و لكن بعيدًا عن الألغاز، المغارات نفسها (الدنجنات) أثارت إعجابي بقوة، التنوع فيهم كان ممتع جدًا وتصاميمهم خلابة وممتعة، و لعله شيء غريب أن يقال هذا على لعبة صدرت على الـGameCube.
أسلوب اللعب

أثناء لعبك ستكتشف بأن اللعبة تنقسم إلى ثلاثة أجزاء جزئية العالم المفتوح: من خلالها يمكنك رؤية خريطة القارة والدول/داهليز اللعبة، و يمكنك رؤية الأعداء أمامك. أكثر ما أعجبني هو عدم وجود مواجهات عشوائية.
جزئية المدن: هنا يمكنك شراء معدات و أسلحة لفريقك و تكمل مهامك سواء كانت رئيسية أو جانبية.
جزئية الدنجنات: هنا ستجد كمية أعداء جيدة و أغلب الوقت هناك زعيم في النهاية.
جزئية القتال: في الخرائط العادية يمكنك رؤية أعداء، و حين اقترابك منهم تبدأ القتال معهم.
طريقة القتال بسيطة في البداية تصبح أكثر متعة عند اكتمال أعضاء فريقك و حصولك على أغلب قدراتهم, بشكل بسيط كأنها hack and slash و لكن مع قدرات يمكنك دمجهم مع بعض و ابتكار الـCombos، شخصيا كنت أفضل اللعب بلويد ولكن كل شخصية كان لها طريقة خاصة في القتال، ربما سيراها البعض بدائية و لكني استمتعت فيها بشكل كبير.
الأعداء و قتالات الزعماء

تنوع الأعداء من أحد الأمور التي أعجبت بها في اللعبة، غير كون كل دنجن فيه أعداء مناسبين للثيم الخاص به (شي أساسي أكثر من كونه مطلوب)، كمية التنوع فيهم لا يستهان بها. تقريبًا كل دنجن ستدخله ستواجه فيه زعيم فريد من نوعه ويمتلك قتال ممتع و لكن غير ذلك فستتوقع بأن أغلب الأعداء العاديين لديهم تصاميمهم فريدة و فوق ذلك فهذا النوع من التنوع موجود في اللعبة بأكملها، فكنت كلما أذهب إلى منطقة جديدة أبدأ قتال مع أقرب عدو أراه أمامي. بالطبع هذا لا يعني عدم وجود تكرار و لكن وجود التكرار من هذا النوع هو أمر نادر حدوثه.
ومن ناحية الزعماء أفضل ما فيهم هو طاقتهم القليلة، فكل مواجهة مع زعيم لن تستغرق أكثر من خمس دقائق. و هذا لا يعني كون مستوى الصعوبة لدى الزعماء منخفض بل بالعكس فكل زعيم لديه تصميم مختلف و تشكيلة ضربات فريدة من نوعها و ربما يمكن لزعيم ما القضاء عليك بضربة واحدة، و عدا ذلك فموقعك في ساحة القتال سيحدد إمكانيتك من تلقي الهجمات عن دونها، فلا داعي للقلق حيال تصميم الزعماء في اللعبة. فائدة قله طاقه الزعيم تأتيك في طريقه القتال، يتحول كل قتال من استراتيجية الضرب المتكرر إلى عزمك على إنهاء المواجهة مع الزعيم بأسرع وقت ممكن و هذا يعزز وجود زر الدفاع. فحتى لو قضى عليك زعيم ما خلال مواجهتك له فلن يضيع ذلك وقتك لأن المحاولة نفسها سواء باءت بالنجاح أو الفشل لن تستغرق أكثر من خمس دقائق.
الإيجابيات:
+ إذا كنت مهتم برسومات اللعبة فهذه النسخة الأفضل مقارنة مع Tales of Symphonia Chronicles
+ قصة تقمص أدوار كلاسيكية بسيطة مع طاقم شخصيات يبدأ بشكل بسيط ويتعمق أثناء الرحلة
+ تنوع جميل في الأعداء يصاحبه قتال زعماء ممتع بسبب جودة نظام القتال
السلبيات:
– ستدفع أكثر مقابل محتوى أقل مقارنة مع الريماستر السابق Tales of Symphonia Chronicles
– تنوع الدنجنات كفكرة شي جميل لكن تطبيقها كان شي سلبي بسبب سوء تصميم بعض الألغاز المصاحبة لها
الخلاصة:
لعبة Tales of Symphonia من الألعاب التي ستبقى عالقة معك بشكل غريب، ليست أفضل ما قدمته السلسلة و لكن كمية الحب الموجودة في الشخصيات والطموحات العالية في القصة ونظام القتال الممتع كانت خلطة ممتازة و تستحق التجربة.
التقييم النهائي:
7/10
- 2 Comments
- غير مصنف
- 6 مارس,2023
اشكرك على المراجعه وشوقتني العبها اخي الغالي 🌹
ماشاء الله أفضل مراجعة قرأتها خالية من الحرق وممتعة وسلسة للقراءة.
أتمنى تكتب مراجعات عن ألعاب أخرى بالمستقبل!