مراجعة: One Piece Odyssey

ون بيس يعد من أفضل الأعمال الترفيهية منذ فترة طويلة و يعد أنمي ذو شعبية كبيرة جدًا، و عني أنا شخصيًا عاشق مخضرم لهذا العمل الجميل الذي جلبه كاتبه و مؤلفه إييتشيرو أودا للعالم، لكن هذه ليست قضيتنا فهذه مراجعة عن لعبة فديو مع ذلك هي مقتبسة من أنمي، لا يخفى عليكم أن أصعب ألعاب يتم تطويرها بصناعة الألعاب هي التي تكون مقتبسة من عمل ترفيهي مرئي مثل الأفلام أو المسلسلات أو الأنميات، بالأخص الأنميات كان هنالك استثناء في السنوات الماضية لبعض الألعاب لكن بشكل عام لا زال مستواها لم يصل لباقي الألعاب الأصلية، فهل One Piece Odyssey كانت استثناء؟ وهل كانت تتسم بملامح الأنمي مع صنع محتوى أصلي يجعلها ممتعة كلعبة فديو؟

تبدأ القصة مع طاقم قبعة القش وهم يُقذَفون لجزيرة غامضة وبسبب حادثة معينة يفقد الطاقم قواه التي اكتسبها مع تقدمهم بالقصة في الأنمي و يعودوا بقواهم الأصلية أو القديمة، و من أجل استعادتها يتوجب عليهم العودة بذكرياتهم بطريقةٍ ما (من أجل عدم التطرق لحرق تفاصيل الاحداث) إلى فصول من قصصهم يشوبها بعض من النسيان وهو عذر مثالي للمطورين بأن يضيفوا تفاصيل بديلة أو جديدة لتتناسب مع قالب ألعاب الفديو بالخصوص ألعاب تبادل الأدوار التي تشمل حوارات طويلة و ساعات لعب ليست بالقصيرة، في ألعاب تقمص و تبادل الأدوار يتواجد لديك طاقم برفقة البطل الأساسي للقصة، هنا لا تحتاج لأن تضم أعضاء جدد أو تتعرف عليهم، لأنهم بالفعل رفاق منذ أعوام، والجميل في الأمر أنهم لديهم نفس مؤدي الأصوات في الأنمي ونعم لا يوجد دبلجة للأصوات باللغة الانجليزية أو العربية. أما بالنسبة للقوائم والنصوص فلم تُدعَم باللغة العربية، المحادثات أقرب ما يكون للأنمي، خصوصًا الحس الفكاهي بين أعضاء الطاقم، الحوارات هي قلب ألعاب صنف الـJRPG Turned Base حيث أنها تغلب على كم الأحداث بجانب أسلوب اللعب، الأحداث جيدة لأنها متمحورة حول قصص رائعة رواها لنا الكاتب أودا، قضاء وقت اكثر مع الطاقم و ردات فعل الشخصيات على الأحداث أو الأماكن التي مضت هي إحدى أبرز نقاط القوى بالجانب القصصي، كمتابع أو عاشق للأنمي ستكون لحظات قيمة وقد لا يقدرها الآخرون، لكن أتى هذا على حساب رتم الأحداث و المهام الأساسية و الجانبية، فكلما وصلت الاحداث لذروتها أو تكاد أن تصل إلى الذروة، تجبر اللعبة اللاعب على التراجع والذهاب لمكان آخر أو لفعل أمر قد يقتل الحماس الذي كنت تتطلع إليه، بالأخص المهام التي تجعلك تذهب و تعود لأماكن تتسبب بتمطيط الوقت بشكل غير ضروري بمعظم سياقات المهام، عن نفسي هذه الامور لم تزعجني كثيرًا لأن هذا يعني قضاء المزيد من الوقت مع الطاقم الذي لطالما أحببته لكن للكثيرين هذا التمطيط قد يصيبهم بالملل.

أسلوب اللعب هو تقمص الأدوار (Turned Base) أو “طقني و أطقك” كما هو متعارف عليه بمجتمعنا، والذي لا يسعني أن أقول أكثر من أنه الأسلوب المناسب لقالب و خلفية عالم ون بيس، ألعاب ون بيس أخذت اشكال عديدة من التصانيف ولعل أبرزها صنف الموسو و القتال، لكن مع احترامي لعشاق هذا الصنف فلا أراه يتناسب مع ون بيس بقدر صنف تقمص الأدوار، الذي يقوم باستيعاب طاقم قبعة القش بشكل افضل في القصة و الحوارات حتى بأسلوب اللعب بالمداورة على أعضاء الطاقم و من ناحية عمر القصة سيعطي توظيف أفضل للشخصيات، دعونا نتحدث عن أسلوب اللعب بحد ذاته الذي أجده ممتع و بسيط، اللعبة استطاعت توفير عدد من الميكانيكيات تجعل اللعب أمتع أو أنعش في بعضٍ من المناسبات الرئيسية، فهي تحمل حلول موجودة بألعاب الصنف تجعل اللاعب لا يصل إلى طريق مسدود ببعض القتالات مع الزعماء أو الأقوى، قد يرى البعض أن هذا يعني قتالات سطحية أو غياب عامل التحدي لكن لا أتفق مع هذه الأقاويل فبعد قضائي وقت طويل باللعبة أستطيع القول بأن ون بيس أوديسي قدمت توازن ممتاز للمتعمقين و الجدد على هذا الصنف على حد سواء، أكثر جانب ركزت عليه و جعلني أستمتع بالقتالات هو أن إتقان تقنيات طاقم قبعة القش و تأثيراتها أمر لا أمل منه، زورو و سانجي و لوفي والحلول التي تحدثها أمر مرضي في كل مرة، خصوصًا أن الطاقم يسترجع كامل تقنياته شيئًا فشيئًا مع التقدم في القصة، هنالك عامل متعة في هذه القتالات من الصعب وصفه لكن بالنسبة لي فإني التمسه كثيرًا بجانب تعلقي بالشخصيات و عالم ون بيس الأيقوني، عندما تتجول في أرجاء ألابستا و تقابل هؤلاء الأعداء (الذي وبالمناسبة تم تصميمهم من قبل أودا شخصيًا) الذين لن يعطوك وقتًا سهلًا في عدد من المناسبات بجانب تنوّعهم و اختلاف نقاط ضعفهم، التداور بين الشخصيات سينعش القتالات أكثر و اكثر بالتأكيد بما أنهم ٩ أفراد، لكن ماذا عن الدنجنات؟ أو دعونا نقول الكهوف التي تحمل كم هائل من الغنيمة، هذه تصادفك بالمهام الأساسية و الجانبية و للأسف خاب أملي فيها، توزيع الأعداء سيء، تصاميم المراحل فيها مملة للتجوال فيها أو بصريًا، الألغاز أيضًا غير ممتعة، هي بالتأكيد إحدى أقوى سلبيات اللعبة لشدة الملل الذي يصيبني فيها، كان صبري ينفد فيها لدرجة أنني أتجاهل التصادم مع الأعداء الذين من المفترض أن أواجههم لحصد غنائم أكبر و ترقية مستويات طاقم قبعة القش فقط لكي لا أطيل المكوث في هذه الجزئية، فقط نصيحة للمقبلين على اللعبة، حاول أن تقضي أطول عدد ساعات لعب ممكنة قبل أن تحكم على جوانب أسلوب اللعب أو العالم، المطورون وضعوا ميكانيكيات لعب أساسية و جانبية بعد المقدمة بفترة ليست بالقصيرة، لذلك البداية غير مشجعة وكنت أتمنى وضع بعضها أو معظمها بالبداية كي لا يطلق الناس حكم مبدئي أو يخسر اهتمامه تجاه اللعبة ولا يكملها، الحكم الكامل أو المطلق يكون فقط على القوائم والتي أراها بسيطة وغير معقدة للعين، هذا الجمال بالقوائم الرئيسية خصوصًا استلهامه كان واضحاً من Persona 5 او Like a Dragon.

أنمي ون بيس تميز في جوهره بالاهتمام بالبيئة المحيطة من العوالم التي مر بها طاقم قبعة القش، الجزر و المحيطات و المدن تبناها الأنمي بشكل رائع وهي تليق بقالب اللعبة بشكل ملائم، هنالك مناظر خلابة تم تصويرها بأفضل شكل ممكن ومعظمها إن لم تكن جميعها تنبض بالحياة لشمولها على جموع الناس ومختلف المحادثات التي يمكنك الإستماع لها و البيئات الأصلية الخاصة بالجزيرة تم تصويرها بأفضل طريقة ممكنة كذلك لكن لا تكمن قوة الرسوم في جانب البيئة فقط بل في رسوم تعابير الشخصيات المعروفة بالأنمي تم محاكاتها على أكمل وجه، يوسوب و نامي و لوفي تعابيرهم ببعض اللحظات مثالي و يعطي جو حميمي من الأنمي لو أخذنا بعين الاعتبار الموسيقى الجميلة التي تعمل بالخلفية و أثناء التجوال، اللعبة تعمل بطورين، طور الجودة والأداء المعروفين، أنصح بطور الأداء الذي يجعل اللعبة تعمل بشكل سلس بالتجوال والقتالات، أيضًا أوقات التحميل لحظية بفضل الـSSD الخاص بالـPS5، أفضل نسخة هي نسخة الجيل الحالي من الأجهزة المنزلية بلا شك.

الإيجابيات:

+ تصاميم الأعداء و تنوعهم بشكل كافي.

+ الحوارات ممتازة بشكل عام و وفية لرونق الشخصيات من الأنمي.

+ أسلوب لعب تبادل الأدوار ممتع ومناسب لقالب ون بيس.

+ تصوير أحداث الأنمي و دمجها بتفاصيل جديدة بشكل مثالي.

+ ميكانيكيات لعب تنعش اللعبة من حين لآخر.

+ رسوم تعابير و وجوه الشخصيات مثل الموجودة بالأنمي.

+ بيئات ساحرة وخلابة لعوالم ون بيس.

السلبيات:

-رتم القصة بشكل عام.

– تصميم بعض المهام الأساسية و الجانبية.

-الدنجنات او الكهوف تصاميم مراحلها و ألغازها سيء و ممل.

الخلاصة

ألعاب ون بيس أخذت عدة اصناف و تواجدت في ساحة الألعاب منذ بداية الـ2000 ولم تثبت على صنف أو أسلوب معين لفترة طويلة ولم تقدم جهود مبذولة بهذا القدر الذي رأيناه في One Piece Odyssey، تصاميم العوالم و جهود الأداء الصوتي من مؤديين الأصوات الأصليين، تشعربأن بعض الألعاب تستغل فقط اسم اللعبة من أجل المبيعات، لكن One Piece Odyssey سعت لأن تكون وفية لعالم ون بيس قدر الإمكان دون أن تنسى كونها لعبة فديو،عالم ون بيس أخيرًا وجد الصنف المناسب الذي نأمل أن يكون بداية لسلسلة جديدة لإحدى أفضل ألعاب ون بيس على الإطلاق.

التقييم النهائي:

8/10

اترك رد

أحدث الأخبار عبر حسابنا في تويتر

اكتشاف المزيد من The Hunters Game

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

Login
Loading...
Sign Up

New membership are not allowed.

Loading...