مراجعة هورايزن الغرب المحظور

بسم الله الرحمن الرحيم.

من مِنا يجهل مسيرة إستديو مثل Guerilla Games و سلسلته الممتدة على ٣ أجيال Killzone لعبة التصويب من منظور الشخص الأول الحصرية و المرتبطة بعلامة Playstation، إستطاع هذا المطور بقيادة هيرمين هولست بتغيير الدفة و صنع لعبة تعتبر الأكثر طموحاً بمسيرتهم و ذات ميزانية هائلة، بخلفية قصصية مثيرة للإهتمام و نوع مميز من الآلات مع أسلوب لعب ممتع، Horizon Zero Dawn التي أعجبت النقاد و مجتمع الألعاب بكونها عنوان جديد بالكامل و نظراً لأول تجربة لهم بالعالم المفتوح فقد كوّنت جمهور كبير جداً على منصة الـPS4 مع إطلاقها على الـPC مؤخراً في 2021 زادت شعبية العنوان أكثر، و منذ إصدار Horizon ZD في 2017 من المؤكد أن GG إكتسب الكثير من الخبرة و إطّلع على معظم الإنتقادات لتحسين تجربة التكملة الجديدة Horizon Forbidden West و إضافة ما يمكن إضافته لجعل التجربة أكثر إنعاشاً و الاستديو أمام تحدي ليس بالسهل مع إرتفاع مقاييس الاعلام و اللاعبين عبر السنين لألعاب الصنف و قرارهم بإصدارها على الجيل الحالي والسابق فهل اللعبة ترتقي لسقف الطموحات؟ هذا ما سنجاوب عليه بالتفصيل بحول الله في هذه المراجعة على أمل إجابتها لجميع تساؤلاتكم.

تستكمل آلوي بطلة القصة رحلتها وهذه المرة نحو الغرب المحظور، Horizon 2 تقدم شخصيات جديدة دون التضحية بالشخصيات التي تم تقديمها في المقام الأول بالجزء الأول، الجزء الاول بالرغم من نجاحه و إعجاب النقاد به إلا ان أحد أضعف سماته كانت القصة من معظم النواحي، هنا بهذا الجزء Aloy أصبحت أكثر تفاعلاً مع ما يجري من حولها و ايضاً مع جميع الشخصيات، إختلاف جذري يشعرك بأن Aloy بالجزء الأول لا تمت بنسختها في الجزء الثاني بأي صلة، أداء مؤدية الصوت قامت بمجهود رائع لعدد محادثات اكثر بكثير، لكن للأسف كتابة الشخصيات او الحوارات لم يوفّقوا فيها، عدد من الألعاب تصنع أبطال ذو شخصيات بكاريزما رائعة لكن لا تهمل باقي الشخصيات وهنا حصل العكس فلم تَرق لي معظم الشخصيات أو المحادثات التي يلقونها لـAloy التي تبدو نسخة أفضل بكثير من الجزء الأول ولكن علاقاتهم مع Aloy توطدت بشكل غير مسبوق حيث أن هنالك عدد من خيارات إستجابة Aloy لباقي الشخصيات فستجد أنك وسط خيارات شخصية بناءً على ما تريده أنت، فلدينا الخيار العاطفي الذي يكسب الشخصيات و الثاني هو الخيار الصارم الذي لا تكترث فيه لمشاعر من حولها و الثالث هو الخيار العقلاني الذي يفرض توازن بين الاثنين، النظام ليس عميق بشكل كافي مثل الموجود بألعاب تقمص الأدوار لكن وجوده لا بأس به ليعطي منظور مختلف للعلاقة في التجربة حسب رغبتك، أيضاً أريد أن أشيد التوسع الهائل في خلفية القصة (Lore) فقد اضافوا كمية كبيرة منها مما ولّد عدد كبير من المواقع و التنوع البيئي و القبائل و الآلات و الشخصيات بشكل عام، عمل مذهل GG إستعان بكتّاب قاموا بعملهم على أكمل وجه و حتى في الأحداث فقد أصبحت أكثر إثارة من قبل ولم تكن بنفس التشتيت الذي جابهناه في الجزء الأول، أكبر سلبية أصبحت إيجابية تستحق الثناء و بنهاية القصة بل حتى اثناء اللعب تتيقن بأن إستديو GG يعلم ماذا كان ينقصها ولم يتجاهل تلك الإنتقادات بل ضاعف جهوده، أعلم بأن الشخصيات لم يروقوا لي لكنهم عملوا على تحسينهم و Aloy لم تبدو أفضل من قبل و الأحداث ملحمية و خلفية القصة دسمة و بجودة عالية، و أختم هذه الجزئية بالشكر لجهود بلايستيشن السعودية في تعريب اللعبة بترجمة النصوص و تعريب القوائم بشكل إحترافي مع دبلجة عربية فصحى لا بأس بها.

لمن لعب Horizon Zero Dawn سيكون التحكم لديه مألوف بهذا الجزء ولكن هذا كان للأفضل، فهذا أعطى وقت إضافي للمطورين بتكوين تجربة منعشة ذات فرق ليس بالقليل، إضافة كوكبة من الأسلحة بجانب إختلاف تكويناتها و تأثيراتها لدى كل تاجر يجعلك بشكل مستمر تغير من الأسلحة المقتناة، و هذا يقترن مع عدد لا يستهان به على الإطلاق من الآلات و الأعداء البشريين، أضف إلى ذلك الترقيات التي يمكن إضافتها لكل واحد منها، هنا نقطة مهمة كانت محط إزعاج بالنسبة لي في HZD هي ندرة الموارد التي يتعين عليك إيجادها و تضطر أن تخصص لها جلسة كاملة او أكثر، لشتات توزيعها بالخريطة و سوء التضاريس و يتوجب عليك القضاء على أعداء ليسوا بالسهلين خصوصاً في وقت مبكر باللعبة، هنا الأمر على النقيض تماماً فالموارد لصنع الجرعات و الأسهم و القنابل و توسعة الجرابات و ترقية الأسلحة و الدروع سواء كانت شائعة او نادرة، فهي تتطلب جهد أقل بكثير حتى لو أردت البحث عنها بإستثناء جوائز المهام القيمة و صناديق الغنائم بكل مكان، إحدى العيوب التي عمل على القضاء عليها كليّاً GG هي القتال اليدوي العقيم الذي كان الناس يضطرون لإستخدامه على المدى القريب ضد البشر أو الآلات لكن هنا شجرة مهارات كاملة مخصصة مع عدد من الكومبوهات التي تستطيع تغيير سيناريو اللاعب في المواجهة الفردية او الجماعية، و وجدت نفسي كثيراً ما أستخدمه لغرض التخلص من مواقف خطيرة، إحدى إستراتيجيات القتال أيضاً هي الفخاخ و تلعب دور كبير في الـSandbox سواء ضد الأعداء الضخام او المتعددين و تختلف حسب إحتياجك باللجوء لمعرفة نقاط ضعف العدو، و شهدت هي كذلك تحسّن كبير و شجرة المهارات الخاصة بها تستحق العناء لجعل القتال فتّاك بالشكل المطلوب، و نعم أستطيع التأكيد بأنه يمكنك إمتطاء الآلات عند قيامك لأمر معين باللعبة لكل آلة وهناك شجرة مهارات كاملة مخصصة لتحسين تجربتك معها، شجرة المهارات تشمل أيضاً الجرعات وهذه المرة تشمل عنصر جديد مثل الأطعمة التي يمكنك جمع مكوناتها لطهيها عند أقرب طاهي و تولّد عدد من التأثيرات، و شجرة المهارات الخاصة بالقوس و السهام أصبحت بتأثيرات جذرية في اللعب اكثر من أي وقت مضى وهو لب السلسلة و أفضل جزئية باللعبة فلقد جعلوا التصويب المتكامل أكثر تكاملاً بالإضافة إلى شجرة المهارات الخاصة بالتخفي والتي تؤثر خصوصاً على الأعداء ذات الأعداد الغفيرة أو الأعلى منك بالمستوى، و يُحسب لهم أنهم قاموا بتصميم منصف و مؤثر لشجرة المهارات لكل عوامل أسلوب اللعب، أيضاً هناك عامل جديد وهي قدرة قصوى خاصة لكل شجرة مهارات فمثلا الخاصة بالقتال اليدوي تقوم بزيادة الضرر و الجرعات تقوم بزيادة معدل تأثيرها و يمكن تطويرها لجعل اللعب أكثر سهولة و متعة، GG قام بإنعاش أسلوب اللعب بشكل يتعدى المطلوب و للأفضل بالتأكيد، وهنا أريد أن أسلط الضوء على قتال الآلات خصوصاً والتي تتميز بنظام ذكاء إصطناعي أراه الأفضل في العالم المفتوح، بالرغم من تنوع هذه الآلات التي منها ما يقبع تحت الماء او في الهواء او على الارض و ذات الاحجام الكبيرة و المتوسطة و الصغيرة كل منها لديها تحركاتها و قدراتها و نفس الاستراتيجية بالقتال غالباً لن تنصرك أمامهم فكلٌّ لديه نقاط ضعفه التي ينبغي عليك إستغلالها، كون البيئة مفتوحة جداً لم يقلل من تحركات الآلات و لكن تم وضعهم في تضاريس تعطيهم الأفضل بالقتال، و قتال البشر أصبح أفضل و اكثر خطورة بأعدادهم و أسلحتهم و دروعهم فلقد وُفّق الاستديو في تحسينهم إلى درجة كبيرة و بات من الصعب تجاهل خطرهم بوجودهم مع الآلات كما أريد أن أنوه ان البيئة قابلة للتدمير و يمكنك أيضاً استغلالها بشكل غير مسبوق على رغم كم الأشياء التي تستطيع استخدامها إلا أن GG لا يكف عن تدعيم القتال بأدوات اكثر لجعل التجربة أكثر إثارة، بشكل عام HFW تعتبر إحدى أفضل ألعاب العالم المفتوح في هذا الجانب و مع إمتلاكها لكوكبة من الآلات المتنوعة.

العالم المفتوح بالجزء الأول (على الأقل بالنسبة لي) لم يكن غني بالمحتوى المطلوب و تصميم العالم كان اسوأ ما رأيت، لكن في هذا الجزء أصبح أفضل من اكثر من ناحية و بفارق ملحوظ جداً، البيئة متنوعة (غابة – صحراء – ثلج – تحت الماء) و التضاريس متقنة أشد الإتقان تشعر كما لو أنه لا توجد مسافة تم تصميمها بشكل عبثي فهذه إما أن تشمل غنيمة او عشب لتتخفى فيه او انه يطل على منظر خلاب أو أنها ساحة قتال او أنها مليئة بالحيوانات البرية التي يمكن إصطيادها أو أنها أعشاب معالجة أو أغصان لصنع سهام اكثر ونحوها، أحد أكثر الجزئيات المستفزة هي عدم وجود نقاط تسلق في كثير من المنحدرات و الهضاب و الجبال و تضطر لأن تقوم بلا أي داعي أن تذهب حول هذا المكان كي تصل إليه بدلاً من التسلق و الوصول للهدف المراد وصوله، و تم تسهيل عملية التسلق من خلال المسلاط الذي يوضح لك باللون الأصفر المناطق التي يمكنك تسلقها، و الخطاف يمكنه أن يعطيك وثبة لتسلق أكثر سرعة و سلاسة كما أنك تستطيع إستغلاله أثناء القتال للهروب من مواقف مصيرية بالتنقل (هناك نقاط معينة في المنطقة لا يمكنك إستخدامه بشكل عشوائي)، و الـShield Wing الذي بسببه ستختصر الكثير من الوقت و الجهد حيث أنه يخدم كباراشوت مظلي يجعلك تهبط من أماكن مرتفعة و منها أيضاً الاستمتاع بالمناظر الجميلة في أعالي الجبال اثناء الهبوط هو أمر أخّاذ بكل ما تعنيه الكلمة، السفر يمكن أيضاً يكون عن طريق إمتطاء الآلات لإختصار المسافة والذي لا يعد أمر جديد لكن المقصد بأن اللعبة تحمل أدوات تنقل ممتعة و مع إتقان تصميمهم للتضاريس و توفر الغنائم و الأعداء يمنةً و يسرة جعل التجوال بعالم اللعبة ممتع إلى أبعد حد وهو فرق شاسع عن الجزء الأول، محتوى العالم المفتوح اصبح كذلك افضل حيث تم تدعيمه بنشاطات تطيل من عمر اللعبة ولكن بدون التضحية بعنصر المتعة، العالم يقدم مهام جانبية أفضل بعشرات المرات من الموجودة بالجزء الأول ليست الافضل فس صنفها لكن جودة كتابة المهام و ما تقوم به Aloy فيها و تسلسل المهام وما تكافئك بهذه المهام نقطة إيجابية جداً و تكسر بها الروتين كثيراً من وقت لآخر هذا إذا لم تقم بتجاهل القصة الرئيسية و قضيت وقت ليس بالقليل عليها، المطورين عملوا أيضاً على جانب النشاطات و لاول مرة نشهد نشاط جانبي استراتيجي ممتع في السلسلة مثل إجتياح الروبوتات المستلهم من الجوينت من TW3 و يمكنك إكتساب مجسمات وحوش أكثر بإنجازك لعدد من المحتويات الجانبية، أيضاً حلبة القتال الخاصة بالبشر حيث تواجه عدد من المدربين بالقتال بإكمالك لتحديات القتال اليدوي لتتبارز معهم بشكل متسلسل و بكل منطقة، و الأهم ساحة المحارب التي تجعلك في ساحة قتال ضد مختلف الآلات و الاسلحة و الأدوات التي تستطيع إستخدامها ضدهم، العالم المفتوح بتضاريسه و بتنوعه و بالتجوال الممتع فيه بالإضافة إلى المحتوى الجانبي و ما يكافئك به يجعله إحدى افضل جزئيات اللعبة بعد أسلوب اللعب.

لعبة هورايزن الغرب المحظور قادمة للجيل الماضي و الحالي لأجهزة Playstation المنزلية لكن هذا لم يمنع Guerilla Games من صنع إحدى أجمل ألعاب العالم المفتوح اليوم بالرغم من المحدودية التقنية التي تكلف المطورين الوقت بعملهم على نسخة الجيل القديم، محرك Decima لا يزال أحد أفضل المحركات التي تقود الصناعة لأفضل رسوم واقعية في نطاق البيئة أو في تعابير وجوه الشخصيات، الغرب المحظور يحمل مناظر خلابة إلى درجة انك ستضيع الكثير من الوقت في طور التصوير لإلتقاط تلك الصور و استطيع أن أتنبئ بأن الكثيرين سيملؤون تايم لاين تويتر بشتى الصور لتلك المناظر الخلابة سواء في الغابات او بالصحاري أو تحت الماء أو في الثلوج و عني شخصياً خشيت أن ينكسر زر المشاركة في الـDual Sense، اثبت هذا المحرك سابقاً مع الجزء الأول و مع Death Stranding حتى بنسختها الأصلية بجودة هذا المحرك و ما قامت به هورايزن الغرب المحظور هو إمتداد لهذه الالعاب ذات البصريات الخلابة، تعابير وجه Aloy أصبحت أفضل و مع أداء مؤدية الصوت ساعد في جعل تفاعل الشخصية مبهر، وهذا ينطبق أيضاً على معظم الشخصيات الرئيسية و الجانبية، الصوتيات أيضاً تشهد اداء عالي بالجودة إبتداءً من الموسيقى الجميلة الخاصة بالتجوال او التي تعمل أثناء المهام أو بالمشاهد السينمائية او التي تتفعل أثناء القتال، التلحين في غاية الروعة والجمال، المستوى التقني للأمانة صلب و لو أنها قد واجهتني ٣ كراشات لكن من المتوقع تحديث اليوم الأول أن يحل معظم المشاكل في حال وجودها لأنها لم تواجهني في تجربتي الشخصية لها.

الإيجابيات:

– أسلوب لعب محسن و متجدد و ممتع.

– الذكاء الإصطناعي الخاص بالآلات و قتالهم و تنوعهم.

– العالم المفتوح بتضاريسه و التنقل فيه و المحتوى الجانبي فيه.

– خلفية القصة و الأحداث.

– شخصية Aloy التي تبدو بأبهى حلة.

– رسوم البيئة و تعابير وجوه الشخصيات.

– الموسيقى الجميلة و الأداء الصوتي.

– جهود تستحق التقدير.

السلبيات:

– كتابة شخصيات و حوارات لم تكن بالمستوى المطلوب.

الخلاصة:- لاحظوا كيف اني ذكرت مراراً كيف أن الاستديو قام بتحسين جزئية تلو الأخرى، لان Guerilla Games كان يحتاج إلى هذا الأمر، ما قدمه الجزء الاول فصله عن باقي ألعاب الصنف بالذكاء الاصطناعي الخاص بالآلات و قتالهم بجانب متعة التصويب بالقوس، و هنا بذل الاستديو كل ما بوسعه لإمتداد هذه التجربة إلى النحو المطلوب، قصة ذات خلفية دسمة، و شخصية Aloy التي لم تبدو أفضل من قبل بجانب العالم المفتوح الغني بالمحتوى و متعة التنقل فيه مع تنوع بمعظم النواحي، كل هذه التحسينات قدمت تجربة منعشة جداً و تشعر بالفروقات الشاسعة بين الجزئين بالرغم من عدم إختلاف أسلوب اللعب بشكل جذري او بفكرة اللعبة بشكل عام، و سعر اللعبة الكامل مبرر لهذا المحتوى الرائع الذي يستحق الاقتناء من يوم اللعبة الأول في الأسواق وهذا ما نتوقعه ببساطة من جودة من إستديو من إستديوهات Playstation العالمية.

10/9

اترك رد

أحدث الأخبار عبر حسابنا في تويتر
Login
Loading...
Sign Up

New membership are not allowed.

Loading...
%d مدونون معجبون بهذه: