مراجعة Back 4 Blood

بعد النسخة التجريبية التي توفرت في 16 من أغسطس الماضي، و التي مكنتنا من أخذ نظرة أولية عن لعبة الزومبي التعاونية الجديدة، عنوان إعتبره الكثيرون خليفة للعبة الزومبي الممتازة Left 4 Dead بجزئيها، إلا أنه و إن كان يحمل في طياته روح السلسلة لكنه جاء ببعض الإضافات هنا و هناك، اللعبة من تطوير Turtle Rock Studios و نشر Warner Bros. Interactive Entertainment فهل جاءت Back 4 Blood بشيء جديد في ألعاب الزومبي ؟! هذا ما سنعرفه من خلال هذه المراجعة !

Left 4 Blood

أربعة أشخاص يحاولون النجاة في عالم تعمه الفوضى و يبحثون عن ملجأ آمن، لا جديد يُذكر من ناحية القصة و الأحداث، أغلب ألعاب الزومبي تتمحور حول نفس الهدف، لأكون صريحا معكم فالقصة في هذا النوع من الألعاب التعاونية لم تثر إهتمامي إطلاقا، خاصة هنا في Back 4 Blood، لم يتم التركيز لا على الشخصيات و لا على الأحداث، من الواضح أن اللعبة تركز على الجانب التعاوني و عنصر النجاة أكثر من أي شيء آخر.

من تجربة شخصية للجزء الثاني من Left 4 Dead أستطيع القول بأن روح اللعبة و ميكانيكياتها حاضرة بقوة في Back 4 Blood في نواحي عديدة، بداية من النظام التعاوني المصقول، مرورا بنظام التصويب الجيد و التنوع في الأسلحة، نهايةً بالتفاعل و التواصل بين اللاعبين، فمن هذا الجانب اللعبة قدمت تجربة ممتعة للغاية و سنتكلم بالتفصيل عن النقاط المذكورة بعد قليل.

 

نظام تعاوني ممتاز بين اللاعبين:

اللعبة تحتوي على طور قصة قابل للعب بالكامل سواء عن طريق اللعب التعاوني مع لاعبين آخرين، أو بمفردك مع إستبدال اللاعبين الحقيقيين بشخصيات الكمبيوتر،و الذي يهمنا هنا هو النقطة الأولى (النظام التعاوني).

أستطيع القول أن أكبر إيجابية في اللعبة هي قدرة اللعبة على جعل اللاعبين في تواصل أثناء المغامرة، و لهذا وضعت ميكانيكيات بسيطة و لكنها فعالة، اللاعبين بمقدورهم التواصل بينهم سواء عبر الشات (chat) أو عبر نظام (Ping System) و الذي يحتوي على أوامر و طلبات تمكن اللاعبين من التواصل فيما بينهم، تمامًا مثل تلك الموجودة في ألعاب الباتل روايال، سواء عن طريق وضع خطة محكمة لتنفيذ المهمة أو تبادل الأسلحة و مشاركة الرفقاء مختلف الأغراض الموجودة في عالم اللعبة، نظامٌ جعل التواصل بين اللاعبين سهلًا و مفيدًا جدًا، و جعل الطور التعاوني نقطة قوة Back 4 Blood الأساسية.

كلاسات متنوعة و نظام تصويب جيد !

8 شخصيات،8 تخصصات يعني اختيارات أكثر و توزيع مهام أكبر بين أعضاء الفريق، كل شخصية لديها ما يميزها عن غيرها،  لك الخيار حسب طريقة لعبك و دورك في الفريق، هذا من جهة من جهة أخرى دعوني أمدح نظام التصويب خاصة بالمسدسات و البنادق بالتحديد، الشعور بالأسلحة و الثبات أثناء التصويب جيد للغاية، خاصة مع خاصية الاهتزاز التي أضافت المزيد من الحساسية و الشعور بالأسلحة أثناء التصويب و ملء الذخيرة، هذا الجانب يحسب للعبة و كان شيئًا رائعًا.

أجواء ليلية باردة و دموية !

من حسنات اللعبة هي تقديم عالم و أجواء ممتازة، تعكس بشكل رائع عالم الزومبي الكئيب و البارد و الدموي، خاصة الأجواء الليلية، قطرات الدم المتناثرة على الأسلحة و الأسطح، أجواء اللعبة فعلًا حاضرة و بقوة.

نظام بطاقات مفيد لكن فوضوي و غير عادل !

عند بداية أي مرحلة هناك ما يسمى Card Decks توضع في متناولك، هذه البطاقات تحمل مميزات كثيرة و خصائص مختلفة، منها ما لديه مفعول فقط لشخصيتك، و منها ما يتعدى ذلك ليصل مفعوله للفريق بأكمله، حسن إختيار البطاقات حسب طريقة لعبك و بالتواصل معك باقي اللاعبين، هو أمر ضروري للخروج بنتيجة جيدة، المشكلة الوحيدة التي واجهتني في هذا النظام هو خصائص بعض البطاقات وجدتها غير عادلة و لا تقدم توازنا بين مفعولها الإيجابي و السلبي. نعم فبعض البطاقات تعطيك خصائص معينة و لكنها في نفس الوقت تسحب منك بعض الخصائص الأخرى، و التوازن بينها كان شبه منعدم تقريبًا، و هذا طبعاً أثّر على إختياراتي في كثير من الأحيان.

تصميم مهام بسيط و ممل نوعا ما !

نعم،ليكن في علمك أن مهمتكم في هذه الرحلة المحفوفة بالمخاطر تتمثل في الإنتقال من النقطة أ إلى النقطة ب، و تجاوز كل العقبات التي ستواجهكم و التعاون فيما بينكم. لا أبالغ لو قلت أن 80% من مهام القصة بهذه الطريقة، صحيح قد تخللها بعض objectives المختلفة لكن أن تلعب 4 مراحل مقسمة لنفس المهام و نفس طريقة تأديتها جعلني شخصيا أفقد إهتمامي في اللعبة، الشيء الوحيد الذي كنت أستمتع به في اللعبة (الطور التعاوني) صار بدون معنى مع نظام مهمات ممل و فقير لهذه الدرجة.

تشكيلة غير متنوعة من الأعداء !

نقطة سلبية أخرى جعلت التجربة مملة، و هي عدم وجود تشكيلة متنوعة من الأعداء، اللعبة بأكملها تحتوي على 4 مراحل، و طوال هذه المراحل لفت إنتباهي وجود موجات من الأعداء تتكرر دائما بنفس النوع، هناك النوع السريع و الذي عادة يكون منتشرًا في كل المراحل و بأعداد كثيرة، و هناك أشباه الزعماء أو Mini Bosses و الذي لا يتجاوز عددهم النوعين، و هناك الزعماء الأكبر حجمًا و هؤلاء بالذات عبارة عن خيبة أمل كبيرة، لأنهم يظهرون بنفس الطريقة و بنفس المكان (نهاية المرحلة).

مظهر اللعبة مقبول و آداء ثابت مع بعض الأخطاء !

تقنيًا، مظهر اللعبة لا بأس به، ليس سيئًا و في نفس الوقت ليس مبهرَا، مع بيئة ألعاب الزومبي المعتادة و المتمثلة في القرى و المدن المهجورة، و إن كانت الأجواء الليلية أجمل قليلاً، وهذا راجع لبعض انعكاسات الأضواء تحت الأجواء الممطرة.

لم أواجه مشاكل تذكر من ناحية الاداء فلقد كانت اللعبة سلسلة للغاية و هذه نقطة تحسب للمطور صراحة، و لو أن التجربة لم تخلوا من بعض الأخطاء التقنية هنا و هناك و التي كانت سببًا في إعادتي لبعض المهام،ل حسن الحظ كانت قليلة و لكنها موجودة.

سهولة إيجاد لاعبين و دعم اللعب بين المنصات !

إيجاد فريق للدخول معه و بدء المغامرة لم أجد أسهل منه في Back 4 Blood، على الرغم من أن اللعبة لم تصدر بعد (لحد كتابة المراجعة) لم أتوقع وجود لاعبين بهذا الكم، ولا الدخول و إيجاد فريق بهذه السهولة، قد يرجع الأمر لدعم اللعب بين المنصات و الذي يسهل غالبا إيجاد لاعبين. عمومًا اللعب بين المنصات من أفضل الأشياء الموجودة في اللعبة.

طور Swarm بدون طعم !

طور Swarm هو بمثابة طور الأونلاين في اللعبة، فكرته تتمثل في مواجهة لاعبين آخرين، كل فريق يتم تصنيفه على نوعين : البشر و هم الناجون، وفريق ثاني يمثل مخلوقات الزومبي، كلهم يتواجهون في خريطة من خرائط اللعبة المقترحة، ولكن على شكل حلبة وليست مكاناً مفتوحاً مثل طور القصة، للأمانة طور بدون روح، غير ممتع و غير مهم لسببين :

1-قوانين الطور غير مفهومة و معقدة، و شرحها غير مبسط، مما يجعل مهمة الفوز صعبة. ستجد نفسك غير مدركٍ تمامًا للأشياء المطلوبة منك للفوز بالجولة.

2-التحكم بالزومبي غير سلس للغاية، تحركاتهم غير مرنة، وليس لديهم سوي هجوم واحد و إثنين على الأكثر، مما جعلني شخصيا أنفر من هذا الطور بعد ثلاث مباريات لم أستمتع في أي واحدة منها، طور رديء للغاية سواء في فكرته و حتى في تطبيقه.

توقعت وجود طور مماثل لطور Versus،الطور الذي صنع مجد Left 4 Dead  و الذي مازال لحد الآن يجمع لاعبين بالرغم من السنوات الطويلة على صدور اللعبة،لقد كان طورا ممتعا للغاية و مصمما بعناية.

 

محتوى باهت و لا يستحق السعر الكامل !

إذا نظرنا لسعر اللعبة الحالي في المتاجر، فأقول و بكل ثقة أنها لا تستحق السعر الكامل إطلاقًا، خاصة مع طور الأونلاين المتواضع جدًا، أفضل إستثمار هو تجربتها على خدمة Game Pass وذلك لتوفرها عليه منذ اليوم الأول.

 

اترك رد

أحدث الأخبار عبر حسابنا في تويتر
Login
Loading...
Sign Up

New membership are not allowed.

Loading...
%d