مع بداية كل جيل ترتفع الألعاب الحصرية الصادرة من مصنّعي الأجهزة المنزلية، و ها نحن ذا نشهد أولى الألعاب الحصرية لهذا العام من سوني للبلايستيشن 5، و من الاستديو الموهوب Housemarque الذي يقف خلف ألعاب مميزة شهدها العديد من اللاعبين مثل Nex Machina و Resogun. منذ أكثر من 20 عاماً لطالما عمل الاستديو على ألعاب ثنائية الأبعاد أو بأبعاد 2.5، ولكن المطور ينتقل إلى مشروع أكبر وأكثر طموحاً من السابق برسوم ثلاثية الأبعاد وبأحدث الموارد التي يمكن تخيّلها وبميزانية كبيرة على أحدث جهاز منزلي صدر بالسوق. الاستديو يرحب بهذه المخاطرة وينتهز الفرصة ليقدم عنوان جديد بسعر لعبة كاملة، فهل يرقى مستوى Returnal لهذه التطلّعات؟ هذا ما سنقوم بإيضاحه بحول الله في هذه المراجعة.
القصة
القصة تتبع شخصية Selene مستكشفة الفضاء و التي يصيبها إصطدام لتهبط إلى الكوكب المتحول Atropos، وأنت كلاعب ستستكشف آثار حضارة قديمة لا تخلو من المخلوقات الفضائية المعادية. بلعبك للشخصية عندما تُهزم من الأعداء ستعود Selene قبل إصطدامها للكوكب بلحظات لترى تغيير بمعالم وتضاريس المنطقة مما يجعل وصولك للهدف المعين تحدي كبير خصوصاً مع عودة الأعداء بالمسارات التي إستكشفتها مسبقاً وظهورهم بالمسارات الجديدة بإستثناء الزعماء بالتأكيد. وهذا الأمر يخدم غرض كبير في القصة بكونه أحد العوامل الأساسية باللعبة حيث ستجد الشخصية أنها عالقة بحلقة موت لا نهائية وهنا يلعب الجانب القصصي دور كبير في التجربة بسرد متعدد مثل منظور الشخص الأول والتسجيلات الصوتية والجميل بالأمر بانها مدعومة بالترجمة العربية (نصوص و قوائم بجانب دبلجة عربية فصحى).
اللعبة تقدم سرد قصصي غير قابل للتنبؤ خصوصاً بمنظور الشخص الأول ومع تقنية الأصوات ثلاثية الأبعاد تجعل التجربة أكثر إثارة. لكن أحيطكم علماً بأن الجانب القصصي هو الأضعف أو الأقل عطاءً، رتم القصة بطيء جداً بشكل ممل وليس كما ظننت من عروض اللعبة، والأسوأ أن Selene ليس لديها طابع شخصي يجعلني أتعلق بالشخصية أكثر مهما كانت ردة فعلها بأي موقف واجهته حتى الآن، لكن اللعبة نالت شعور الغموض مع خليط من الرعب النفسي والفضول المألوف الذي يتملكك في أعمال الخيال العلمي.
فكرة اللعبة
يجب علي أن أتحدث إيجازاً و تفصيلاً عن طبيعة صنف Returnal كلعبة، في البداية هي من صنف Rouglike وهذا الصنف عبارة عن تجارب تحدي تقوم بإفراز أماكن مختلفة للأعداء بل أيضاً تصل إلى تغيير تضاريس المرحلة أو المنطقة وتوزيع القدرات والتطويرات والأسلحة وتعزيزات الصحة والغنائم بشكل عشوائي أو مختلف في كل مرة (هذا لا يعني أن شكل المنطقة يتغير بشكل مختلف أو لا نهائي بل هي 3 أو 4 تغييرات و بعدها يختلف النسق بترتيب مختلف و بالتحديد أتحدث هنا عن Returnal).
عند بداية اللعب ستجد مركبة سيلين “هيليوس” تحتوي على إحصائيات لجميع نشاطاتك باللعبة منها عدد مرات الهزائم، كما يمكنك تصفح التحديات اليومية الفردية التي تفرض عدد من الأفضليات وبمقابلها تضحيات سواءً كانت نسبية أو جذرية. والجميل في الأمر أنها تكافئك بسخاء بقطع من الـ”إيثر” وهذه العملة يمكنك صرفها على عدد من الأجهزة التي تشمل قدرات وأفضليات مهمة لإجتياز اللعبة. في حال موتك ستقوم بإعادة كل ما واجهته بإستثناء الزعماء، وتفقد كل تقدمك (سلاحك والتطويرات والتعزيزات والقدرات والموارد ونحوها) ماعدا الإيثر.
اللعبة لا تحمل تخزين يدوي أو أوتوماتيكي أثناء محاولة اللعب، لذلك إذا قمت بفصل الجهاز بالكامل أو إنتقلت إلى لعبة أخرى ستفقد تقدمك وتعود من بداية اللعبة. الحل الوحيد الجذري هو إغلاق الـPS5 في وضع السكون ويجب أن تكون Returnal آخر لعبة لعبتها قبل إطفاء الجهاز وأول لعبة تلعبها بعد فتح الجهاز. الأمر ليس بغاية السوء عندما تتقدم أكثر بفتح المناطق سيكون هناك طريق مختصر للمنطقة التي تليها وأيضاً طريق مختصر للزعيم في حال مواجهتك له مسبقاً و إنتهى بك الحال بالهزيمة (في نقطةٍ ما باللعبة ستتواجد منطقة كحفظ يدوي و لن تُجبَر بالعودة لبداية اللعبة). اللعبة تحفزك للقيام بأفضل ما لديك وبكل مرة ستتعلم شيئاً جديداً وتصبح أكثر تركيزاً، والشعور بصعوبة التحدي وعند إنجازك لتجاوز هذه المنطقة أو الزعيم، شعور مرضي للغاية.
أسلوب اللعب
أسلوب اللعب هو لب معظم الألعاب، وفي Returnal هو أفضل مافيها. اللعبة تتبنى منظور الشخص الثالث بشكل غير مسبوق بتاريخ ألعاب إستديو Housemarque والذي يقدم تحكم مثالي ومتناغم و هناك فضل كبير يوجه لعمل اللعبة على 60 إطار مما يجعل اللعب أكثر سلاسة. الإندفاع بكل الإتجاهات والقفز والجري ستقوم بإستغلالها جيداً لأن طبيعة الأعداء من نوع الصنف الفرعي “Bullet Hell” حيث ستجد نفسك محاط بالأعداء وقاذوفاتهم التي تملئ الشاشة، وهذا يلعب دور في تصميم الاعداء والزعماء الرائعين والمتنوعين الذين يمتلكون ذكاء إصطناعي ممتاز، وتحركاتهم تجعل رتم اللعبة أسرع وأكثر إنعاشاً.
التصويب بالأسلحة ممتع بل مع تقنيات الـDualsense التجربة تصبح إكثر إثارة و إبهاراً، عند الضغط بزر الـL2 حتى المنتصف ستقوم بتقريب التصويب ولكن إذا قمت بضغط الزر للأخير ستقوم بتفعيل زر إطلاق النار البديل والذي يحمل عدة خصائص مختلفة لكل سلاح مع بعض الإحصائيات التي تحدث فرق أثناء القتال مثل معدل إطلاق النار والإستقرار وكمية الضرر. شحن الذخيرة يكون تلقائي ولكن بتوقيت مناسب كي يكون أسرع وإلا لن يعمل السلاح لبضع ثواني مثل إعادة التلقيم النشطة الموجودة بسلسلة Gears of War. “الأدرينالين” المكون من 5 مراحل مختلفة سوف يحثّك على اللعب بكفاءة عالية بتجنبك لتلقي الضرر وقتلك للأعداء وبالمقابل ستحصل على ضرر أسلحة نارية فتّاك و يدوي أيضاً.
يمكنك إنجاز كل هذا مع تقنية الأصوات ثلاثية الأبعاد التي تتفعل عن طريق إرتدائك للسماعة وستستشعر تواجد الأعداء المحيطين بك وضرباتهم الموجهة إليك بالإضافة إلى أفضليات وتضحيات الطفيليات التي تجعلك في بعض الأحيان تلعب وفق أسلوب معين، ناهيك عن التطويرات والقدرات والتعزيزات التي تجدها موزعة بالمناطق. Returnal تتميز بأسلوب لعب مُحكم ومميز وممتع وإدماني وهو أول ما يتبادر إلى ذهني في كل مرة أتذكر هذه اللعبة، وكل هذا مدعوم بتنقّل سلس بفضل الـSSD الذي يجعله لحظي.
Returnal تدعم خصائص شبكة أخرى بجانب التحديات اليومية التي تتطلب منك الإتصال بالإنترنت، حيث يمكنك الإنتقام من اللاعبين عند تحليل جثثهم بعض الأحيان مقابل قطع إيثر أو يمكنك الحصول على تسجيلات صوتية لشخصية Selene. هذه الخاصية رأينا إستغلال أفضل لها بألعاب أخرى وبشكل عام لم تؤثر على التجربة كثيراً مع الوقت.
- 0 Comment
- مراجعات
- 7 مايو,2021