بعيدًا عن ألعاب تقمصّ الأدوار التي تعودنا عليها بعوالمها الواسعة مختلفة البيئات المتشبعة بمحتوى وحوارات دسمة مع تعدد الشخصيات، يأتي فريق The Game Bakers الواقف خلف لعبة Furi بتقديم لعبة المغامرة وتقمّص الأدوار التعاونية Haven بفكرة غير معهودة على التصنيف وفريق التطوير. فهل نجح فريق The Game Bakers بتقديم فكرته؟

تتحدث قصة لعبة Haven عن عاشقَين يدعون بـ Yu و Kay هربا لكوكب مفقود يملؤه الغموض والأسرار، تاركين كل شيء وراءهم ليكملون حياتهم سويًا بعيدًا عن بقية البشر. أثناء مكوثهم في هذا الكوكب، يحاولون النجاة والاستقرار عبر جمع الموارد للأكل ولترميم المركبة الفضائية التي يعتبرونها منزل يأويهم لبقية حياتهم. يواجهون بعض العقبات ويقاتلون مجموعة من المخلوقات التي تعكر صفو حياتهم الهادئة أثناء الاستكشاف، هؤلاء المخلوقات من الأساس مسالمين ولكن يجب تطهيرهم من مادة منتشرة في أنحاء الكوكب، وبدورنا نقوم بإنهاكهم حتى نستطيع تطهيرهم.

لم تكن للقصة تأثير كبير على اللعبة، تبدأ تتطور الأحداث قليلًا ولكن ليست بالشكل المطلوب. الكوكب الغامض الذين هبطوا عليه معروف بـSource والذي يتضمن مجموعة من الأسرار التي لا نعرفها والتي جذبت إنتباهي للاستكشاف وللتعرف على ما يخفيه الكوكب في بعض الأوقات.
بالإضافة إلى ذلك، القصة شبه خالية من الأحداث بمستوى متذبذب، لن تتغير مجريات القصة بشكل ملحوظ بل ستسير على وتيرة واحدة حتى النصف الثاني من اللعبة والذي لم يدم طويلًا حتى عاد لوتيرته السابقة مع تخبط ببعض الأحداث.

تدور أغلب الأحداث أثناء الاستكشاف أو عبر محادثاتهم في منزلهم مثل اليوميات التقليدية لأي شخصين، ومع مرور الوقت تتحسن علاقتهما كلما فعّلت حدثًا أو قمتما بهزيمة عدو معيّن، وهذه التحسينات تضيف حوارات وأحداث يومية بنهاية كل مستوى. كما يمكنك في المنزل الطبخ والأكل وصنع بعض الأدوات يصحبها حوارات وأحداث جديدة تشهدها بينهما.
حوارات اللعبة تتراوح بين الأوقات الممتعة واللطيفة بين الإثنين وبأوقات كثيرة تصبح ساذجة وسخيفة جعلتني أستغرب كيف أنها جاءت من ذات الكتّاب للعبة Furi.

أسلوب القتال بكل بساطة تبادل الأدوار ركيك يمكنك التحكم بالشخصيتين في آن واحد (إن كنت تلعب بمفردك) بحيث إن نفذت ذات الضربة للشخصيتين يصبح ضررها أعلى، والأمر الغريب والمحيّر هو بأنك تمتلك ضربتين فقط طوال رحلتك في Haven، وعندما تقضي على العدو يجب عليك تطهيره عبر اختيار Pacify وإلا سوف ينهض من جديد. هذا هو أسلوب القتال بكل بساطة بدون أي تغييرات أو تحسينات تٌذكر طوال ساعات لعبك (تقريبًا 8-9 ساعات لعب).
أسلوب القتال بسيط جدًا بشكل سلبي وبدائي، يفتقد للعمق وتنويع ميكانيكيات اللعب بسبب وجود ضربتين فقط لتنفيذها، كما أن أسلوب القتال لن يتحسن أو يتطور منذ البداية حتى النهاية. مواجهة أعداء غالبيتهم العظمى يهزمون بذات الطريقة، ونادرًا ما يوجد أعداء مميزين عن الآخرين.

وبالنسبة لخارج ساحات القتال، يرتدي بطلا قصتنا أحذية تسمح لهما بالتزلج والتحرك بسهولة في عكس اتجاه الجاذبية، مما تقدم سلاسة بالحركة وهذا ما نريده لأننا سوف نقطع أشواط طويلة في عالم اللعبة. سوف تتجول باحثًا عن الموارد فقط، وستواجه بعض الأوقات مجموعة من المباني أو الآلات المتعلقة بأسرار هذا الكوكب تتفاعل معها لتجد عناصر (ليست ضرورية باستثناء قطع المركبة الفضائية التي تحتاجها لإصلاحها) أو حوارات جديدة أثناء التخييم أو العثور على موارد جديدة.

بيئات اللعبة محدودة، جميعها متشابهة تقريبًا في تضاريسها وتصاميمها خصوصًا بالنصف الأول، سوف تمل سريعًا من العالم على الرغم من إعتقادي بأنني سوف أشهد تنوع جيد بالتضاريس بحكم أن لدى فريق التطوير حرية بصنع بيئات متنوعة في كوكب غير معروف.
فكرة التنقل والتجول لجمع الموارد بحد ذاتها لم يتم تقديمها بشكل جيد، سوف تجد نفسك تنطلق من جزيرة لأخرى وجميعهم متشابهين باحثًا عن موارد فقط وتعيد ذلك مرارًا وتكرارًا مع بعض التغيرات التي لا تُذكر في مجريات القصة.

ما ذكرته بالنقاط السابقة ينافي تمامًا تصنيف تقمّص الأدوار الذي فقدته اللعبة، بالإضافة إلى ما ذكرته سابقًا، التطويرات محدودة وليست يدوية بل عشوائية تقوم بها اللعبة عندما ترفع مستوى علاقة الشخصيتين ببعضهما. هذه التطويرات فقط زيادة ضرر أو زيادة شريط الصحة، ليست ذو فائدة تذكر خصوصًا مع سهولة اللعبة. كما أنها تفتقد لأبسط ما يميّز ألعاب تقمّص الأدوار وهو تخصيص الشخصيات سواء بالأزياء أو العتاد.

أريد أن أثني على الرسوم ثنائية الأبعاد في اللعبة سواء كانت في فترات شاشات التحميل، القوائم، أو أثناء الحوارات لشخصيتيّ Yu و Kay والمرسومة والمصممة من قبل الرسامة المبدعة Koyorin. بالإضافة إلى الموسيقى التصويرية المناسبة لأجواء اللعبة وخصوصًا في فترات التجول والاستكشاف والتي أضافت طابع هادئ يدعو للاسترخاء.

الإيجابيات

+ رسوم بسيطة وجميلة.
+ موسيقى تصويرية جيدة ومناسبة لأجواء اللعبة.
+ استكشاف المباني المهجورة والآلات يصبح مثيرًا للإهتمام ببعض الأوقات.

السلبيات

– أسلوب تبادل أدوار بدائي مع إنعدام تطوره أو تحسينه.
– ضعف التنويع في أسلوب اللعب وميكانيكياته.
– وتيرة سير أحداث القصة مملة ومتخبطة.
– حوارات ساذجة.
– محدودية تنويع وتصميم البيئات خصوصًا بالنصف الأول.
– كاميرا سيئة ومزعجة لا تتناسب مع أسلوب الحركة.
– خالية من مميزات ألعاب تقمّص الأدوار.

الخلاصة

حملت لعبة Haven بعض الأوقات الجميلة، ولكن كانت تجربة تقمّص أدوار خالية من مميزات التصنيف، بأسلوب تبادل أدوار بدائي بالإضافة إلى محدودية التنويع في أسلوب اللعب مع وتيرة سير أحداث مملة.

4/10

ملاحظة: تدعم اللعب التعاوني محليًا فقط.