مراجعة: ريميك Demon’s Souls

Demon's Souls Wallpapers - Top Free Demon's Souls Backgrounds -  WallpaperAccess

خلال حقبة البلايستيشن 3 خلّف ذلك الجيل ألماسة مخفية و أحد أهم ألعاب إستديو From Software الذي تشكّلت هويته معها. نظراً لنجاحها التجاري المحدود وعدم أخذ الإنتباه الإعلامي الكافي لها قررت سوني ألا تعطي الضوء الأخضر لتكملة جديدة و إضطر إستديو From Software بقيادة ميازاكي صنع تكملة روحية مستقلة باسم Dark Souls لتكمل ما بدؤوه مع حصرية الـPS3 المنسيّة.
إستديو Bluepoint Games الذي أثبت نفسه وبجدارة مع ريميك Shadow Of The Colossus يستلم زمام إعادة صنع وتقديم لعبة Demon’s Souls دون تدخل المطورين الأصليين، فهل سوف توفّق اللعبة في تقديم التوجه الأصلي وتبني عليه بالشكل الذي يجعلها بالفعل قابلة للعب؟

مملكة Boletaria ونكبة الملك المزيف

تقع حقبة لعبة Demon’s Souls في العصور الوسطى بمملكة تدعى Boletaria وبسبب تهور وإستخدام سيء لسحر يدعى بـ”Soul Arts”، مملكة Boletaria هوجمت من قبل كائن يدعى “Old One” حينها كاد العالم أن يتم إلتهامه من قِبل “الضباب الكثيف” والشياطين آكلة البشر. Old One بنهاية المطاف ذهب هذا الكيان في سبات عميق تاركاً بقايا من مملكة Boletaria جاعلاً ناجين لتنبيه الأجيال التي تليهم و يدعون بـ”Monumentals” ولكن في الوقت الحاضر باللعبة يقوم الملك “Allant” حاكم مملكة Boletaria بإستعادة الـٍSoul Art موقظاً كيان الـOld One ومعه جيش الشياطين الذين غزوا المملكة بأكملها.
وهنا يأتي دور اللاعب كمغامر الذي يذهب لمملكة Boletaria ويتوجب عليك أن تُقتَل من قبل زعيم ومن بعدها ستذهب إلى الـ”Nexus” وهو مكان يتجمع فيه عدد من شخصيات اللعبة وأهمها شخصية “Maiden in Black” الشيطانة المسؤولة عن تطويراتك ومستوى شخصيتك.

عُرفت ألعاب الـSouls بطريقة سرد القصة بشكل غير مباشر والتي يمكنك التعرف عليها عن طريق الأوصاف الخاصة بالأسلحة والدروع والأدوات، لحسن الحظ هناك أمرين إستثنائيين بهذا الجانب يفصلها عن باقي ألعاب السولز، الأول هو أن سرد القصة لا يشوبه الغموض مقارنةً بسلسلة Dark Souls أي أن المقدمة ستشرح القصة بشكل كافي بالإضافة إلى الشخصيات الموجودة بالـNexus ومحادثاتها أكثر وضوحاً وتشرح حال عالم اللعبة أكثر وأهدافها وقصصها الخاصة. الأمر الثاني وهو أفضل ما يميز Demon’s Souls، تعريب القوائم والنصوص لذلك ستتعرف أكثر على لب اللعبة أكثر من خلال المعدات المتوزعة في عوالم اللعبة، أي أنك لن تضطر إلى البحث في الإنترنت لتفهم ما يجري (إلا فقط في حال الربط بين قصص الشخصيات أو الأماكن أو الأدوات بشكل عام التي لم تبدو لك منطقية لأول مرة) وهذه بادرة تشكر عليها سوني، وبحفاوة نتمنى لو أن جميع ألعاب السولزبورن بأن تتعرب، لأن هذا النوع من الألعاب يحتاج إلى التعريب ويعطي دافع لفهم القصة أكثر كونها تتسم بطريقة سرد قصصي غير مباشرة وسعيد بأن Bluepoint Games لم يقم بتغيير هذا التوجه.

المحافظة على صعوبة ولب اللعبة الأصلية

لعبة Demon’s Souls واجهت مشاكل بالتطوير منها عدم وجود رؤية متضّحة المعالم وبأرجاء الشركة كان الجميع يرى بأنها مشروع فاشل حتمي حتى تدخل أحد موظفي إستديو From Software ميازاكي وإستلم دفّة التطوير إلى أن أصبحت كما هي عليه، وأعني بذلك عدم توفر مستويات صعوبة وجعل اللعبة بمستوى تحدي عالي منصف ويكافئ اللاعبين بسخاء كما تفعل ألعاب الفيديو الكلاسيكية التي نعرفها و نشأنا معها.
إستديو Bluepoint Games بدون مقدمات لم يعبث بهذه الرؤية، ستبدأ من الصفر في تخصيص شخصيتك من خلال قائمة تخصيص تعتبر الأكثر عمقاً وتنوعاً بتاريخ ألعاب FS ومنها ستختار الكلاسات التي تحدد طريقة لعبك طوال تختيمك للعبة وتختلف من ناحية الإحصائيات بشكل كبير، كل واحد منها له هويته مثل الجندي والفارس والصياد والساحر وغيرهم بالإضافة إلى أدوات ومعدات مختلفة ببداية مشوارك الطويل.

بالطبع سيتم توجيهك في البداية بكيفية الهجوم والصد والدحرجة وما إلى ذلك لكن بعد المقدمة لن يكون هناك أي نوع من المساعدات باللعبة بكيفية إنهاء رحلتك بشكل واضح، لا توجد خريطة بأيقونات تشير لك لمكان معين ولن تكون هناك قائمة مهام تنتظر منك إنجازها ومن الممكن أن تفوتك عدة مهام تخص شخصيات اللعبة لأنك لم تقم بأمر معين. كذلك الأمر ينطبق على عناصر أسلوب اللعب الأساسية فعند مقابلتك لأعداء أو زعيم معيّن لن تستطيع معرفة نقاط ضعفه كما تفعل مثل بعض ألعاب تبادل الأدوار وستهزم مراراً وتكراراً حتى تجد إستراتيجية معينة أو سلاح او قدرة او سحر بعينه لتستطيع هزيمتهم شر هزيمة.
اللعبة تقوم بذلك لأنها تشجعك على التعلم من تجاربك والإستكشاف بشكل أكبر، فإذا علقت عند عدو أو منطقة معينة من شدة صعوبتها لا بأس بالذهاب لعالم آخر والتقدم فيه لتقوية شخصيتك بشكل أكبر لتكافئك بأداة تعطيك أفضلية لتتجاوز تلك المنطقة أو الزعيم بالعالم السابق وهذا الشعور حافظ عليه الإستديو ويشكل أكبر هوية معروفة لدى الناس ويقدرها جمهور السولزبورن.

أحد عوامل الصعوبة التي تفصلها عن باقي ألعاب الصنف هو بعد نقاط التخزين اليدوية عن بعضها المعروفة باسم “Bonfire” فإذا مت ستعود من أقرب Bonfire والتي كما ذكرت بعيدة بشكل عام ومليئة بالأعداء والمخاطر مثل التنانين التي تنفث النار بأول منطقة والرماة الذين يسترصدون لك بالمرصاد ونحوها على بقية المناطق.
ومن هنا نتطرق إلى أهم جزئية لدي شخصياً والمفترض أن تكون لدى كثير من الناس والمطورين على حد سواء هو تصميم المراحل الذي لا يزال منذ ذلك الحين صلب ورائع، معظم الألعاب هذه الأيام لا تستفيد من الأماكن وإنما هي فقط منظر أو تخدم غاية مكررة أياً كانت، لكن في Demon’s Souls كل شبر تقريباً في اللعبة أو كل خطوة يجب أن تضرب حسابها فستجد إما حفرة مميتة أو تنين رامي يستطيع الإطاحة بك بسهامه أو بسحره أو قفزات مرعبة لأعداء بغرفة مظلمة أو بممرات طويلة وهذا الشعور الذي يعطي نوع من أنواع التوتر أو أخذ الحيطة بالحذر شعرت به كثيراً في هذا العالم المحاط بشياطين لا تنوي إتجاهك نوايا جيدة.

هناك 5 عوالم وكل عالم يقدم تنوع رائع على صعيد الأعداء والبيئة والزعماء وكل له طابع خاص فيه مثل عالم مليء بالوحل والسموم وهذا ينعكس على مظهر وقدرات الأعداء، عالم آخر بالمناجم ستجد عمّال يحومون بالمكان وهكذا، هذا التنوع يترك إنطباع إيجابي جداً عليك كلاعب في بداية ونهاية كل لعبة ويجعل التجربة منعشة و متجددة، الأجمل من ذلك أنك لن تتكبد عناء المسافات الطويلة التي تقطعها كما تفعل أنت ألعاب العالم المفتوح، كل ماعليك فعله هو الذهاب لعدد معين من الأصنام بالـNexus والإنتقال لها بشكل لحظي والشكر لعتاد الـPS5 الذي يعطيك أنميشن لضباب كثيف بالشاشة لنقلك بسرعة فائقة جداً إلى المنطقة التي تليها أو حتى بعد موتك لن تضطر للإنتظار لأوقات طويلة كما كنا نفعل آنذاك. أعترف بأن رسومات الشخصيات التي يعرضونها جميلة لكن عند موتك مراراً وتكراراً وتنقلك لمناطق وعوالم (أي مع الوقت) لن تروقها كثيراً وستكون ممتن أكثر للـSSD الخارق الخاص بالـPS5.

تغييرات وإبقاءات قد تكون إيجابية أو سلبية لدى اللاعب

هناك تغييرات يجدر بي ذكرها قد تزعج مخضرمي اللعبة مثل تغيير بعض تصاميم الشخصيات أو الأعداء مع موسيقى الزعماء وفي الواقع بالرغم من كوني أحدهم لم أنزعج من التغيير او لم يؤثر بتجربتي النهائية لكن لا أستطيع لوم من ينزعج منها لذلك قمت بذكرها. أيضاً بعض التغييرات شهدناها مثل ترتيب وتغيير شكل القوائم (والذي مجدداً قد يزعج عشاق اللعبة الأصلية لكونها تحمل تصميم مختلف أو مميز) ليجعلها أكثر سهولة في التصفح وأكثر وضوحاً. التغيير الإيجابي بعيني وهو إظهار عداد قوة تحمل الأسلحة والدروع أثناء اللعب بالإضافة إلى القدرة على إرسال أي أداة للمخزن دون الحاجة للعودة إلى الـNexus وتخزينها بشكل يدوي.

الكاميرا كما لاحظتم من العروض أصبحت أقرب للاعب ولكن لحسن الحظ يمكنك تغيير هذه الكاميرا لجعلها أبعد للشخصية من الإعدادات. أحد الأشياء التي ستجدها لم تعمّر بشكل جيد هو الدحرجة باللعبة الأصلية المحدودة فقط بأربع إتجاهات لكن في الريميك جعلوا الدحرجة في 8 إتجاهات وهذا تحسين إيجابي للغاية. لحسن الحظ أيضاً لم يتم تغيير نظام World Tendency وهو نظام يتحكم بصعوبة الأعداء وجودة الـLoot ويؤثر على منطقة معينة باللعبة، إذا كان الـWorld Tendency باللون الأبيض هذا يعني أن الأعداء هزيمتهم أسهل لكن تجد Loot نادر والعكس تماماً إذا كان أسود، إذا لم تكن متصل بالشبكة فأفعالك بالقصة هي التي تحدد أي اللونين أنت أما إذا كنت متصل بالشبكة فسلوكك بالغزو أو المساعدة هو من يحدد لونك الحقيقي، وهنا بالريميك نشهد إضافة بسيطة وهي معرفة أي اللونين من خلال واجهة المستخدم. معظم التغييرات والإبقاءات وإن وجد غير ما ذُكر هي إيجابية بالنسبة لي وجعلت التجربة أكثر قبولاً وإنصافاً بنهاية الرحلة.

طور التصوير و سحر الـPS5

لطالما عُرفت ألعاب From Software بكونها متأخرة تقنياً من الجانب البصري وأداء الإطارات بإصداراتها الأصلية على وجه الخصوص، لم أتصور أن يصبح العكس تماماً منذ أن شهدت إصدار أولى ألعاب السولز وأن تكون إستفراد تقني مفصلي ويضع مطوري حصريات الأجهزة المنزلية في موقف محرج في حال لم تكن أكثر إبهاراً من ريميك Demon’s Souls، إستديو Bluepoint قام بعمل عظيم في الجانب التقني من الناحية البصرية أولاً التي ستدهش أبصارك على شاشات الـ4K بلا شك، لأول مرة بتاريخ ألعاب السولز سنشهد طور تصوير، نعم طور تصوير ذو خصائص كبيرة وكثيرة ومن المؤكد أنها وليمة دسمة لمحبي التصوير وتستوقفهم لأوقات طويلة بسبب المناظر الخلابة وتفاصيل موديلات الشخصيات والدروع التي يمكنني وصفها بلوحات فنية كأقل تقدير، أحد أهم الخصائص هو تغيير فلتر مظهر اللعبة بشكل فعلي وأحد هذه الفلاتر هو فلتر رسوم اللعبة الأصلية الضبابي ويعطي أجواء مألوفة أكثر ولكن وجدت نفسي أقوم بتغيير أكثر من فلتر حسب المنطقة ولن تقوم بتغيير الرسوم بشكل جذري لكن وجودها أفضل من عدمها.

لعبي بيد التحكم الجديدة “Dual Sense” أضاف كثيراً للتجربة حيث جعلني أشعر بثقل الشخصية أكثر وأثر الضربات وجعلني أفضّل أسلوب اللعب بالريميك كثيراً وأعتبره أدق من بعض ألعاب السولز، كل هذا مدعوم بأصوات ثلاثية الأبعاد بإختلاف الأماكن بإتساعها وضيقها وإختلاف مصادر الأصوات جعلني أندمج أكثر في أجواء اللعبة مثل أصوات التنانين وهمس الشخصيات من الممرات.
وأخيراً الأطوار منها الطور السينمائي بجودة 4K و 30 إطار في الثانية وطور الأداء بجودة 1440p مع 60 إطار في الثانية مع تحسينات بالكاد يتم ملاحظتها في الرسوم ويتشاركون في ثبات الإطارات خصوصاً بمنطقة الجسر في مملكة Boletaria وعند تحطيمي لعدد من الجمادات، لذلك أوصي بلعب طور الأداء لتجربة أكثر سلاسة .

الإيجابيات

+ تغييرات وإبقاءات كانت مطلوبة.
+ أداء تقني مذهل على صعيد البصريات والإطارات لتصبح إستعراض مفصلي لقدرات الـPS5.
+ أوقات التحميل اللحظية والتي تجعل التجربة أقل إستفزازاً بشكل كبير مقارنةً باللعبة الأصلية.
+ تطبيق ممتاز لتقنية الأصوات ثلاثية الأبعاد.
+ تحسين كبير في أسلوب اللعب خصوصاً من ناحية التحكم.
+ تعريب النصوص والقوائم.

السلبيات

– بعض التغييرات قد لا تروق لعشاق اللعبة الأصلية.

الخلاصة

تتمنى لو أن إستديو Bluepoint Games  يقوم بإستلام أي ريميك لأي من ألعابك المفضلة الكلاسيكية بعد القفزة الهائلة تقنياً التي شهدناها في Demon’s Souls (بالتأكيد كانت هناك تغييرات قد لا تروق لعشاق اللعبة الأصلية لكن أساس اللعبة لا زال موجود)، لعبة DS تصبح بالتأكيد أحد أسباب إقتنائك لجهاز PS5 لما تقدمه من محتوى ولكونها إستعراض حقيقي لعتاد الجيل الجديد، وبإحتمالية كبيرة ريميك Demon’s Souls هي أولى ألعابك المفضلة.

9/10

+ posts

اترك رد

أحدث الأخبار عبر حسابنا في تويتر
Login
Loading...
Sign Up

New membership are not allowed.

Loading...
%d مدونون معجبون بهذه: