مراجعة: Watch Dogs: Legion

في المستقبل القريب، توشك لندن على الانهيار. في خضم هجمات إرهابية هزت المدينة من شخصٍ غامض يدعى Zero Day، ودولة قمعية اضطهدت شعبها، وجيش مرتزقة يسيطر على الشوارع، منظمة إجرامية تستغل الضعفاء. يقع مصير لندن بين أيديكم، وقدرتكم على تجنيد مقاومة والدفاع عنها.

أهلاً بك في المقاومة! عندما تتعرض العاصمة البريطانية لندن إلى هجوم إرهابي يستهدف مؤسسات الدولة لإسقاطها وتبدأ في مهمة لإيقاف تفجير البرلمان تنتهي المهمة إلى حدوث تفجيرات متتابعة تهز المدينة وتدمر عدد من المؤسسات، في هذه اللحظة حينما انهارت لندن، علم الانتهازيون كيف يستحوذون على المناصب المهمة. هم في مواقع السلطة ويقع على عاتقك أن تحرص على أن تكون هذه المناصب مؤقتة فحسب. القوى المؤثرة الأولى التي انتهرت هذه الفرصة تدعى “S.I.R.S” وهي جميع وكالات الإستخبارات تم دمجها سوياً، القوى المؤثرة الثانية تدعى “Albion” وهي شركة عسكرية خاصة تم إستخدامها لضبط الشارع وإحلال الأمن لتكون هي شرطة لندن الجديدة! وأما القوى المؤثرة الثالثة فهي “المستقبليّون” والتي من خلالها تم إستبدال الأيدي العاملة بالآليات والعملات المشفرة تسببت في تقلب السوق، ورقابة على مدار الساعة. القوى الرابعة المؤثرة تدعى “الجريمة المنظمة” حيث حينما تسود الفوضى، يأتي المجرمون بحثًا عن الفرص. حيث ما هو أكثر من مجرد الأسلحة والمواد المخدرة.
نحن نتحدث عن منظمات جريمة غامضة لها أنشطة بغيضة حقًا مثل الاتجار بالأعضاء وحتى الاتجار بالبشر. القوى الخامسة والأخيرة وهي “DEDSEC” أو ما تعرف بـ”المُقاوَمة” في خضم هذه الفوضى على أحدهم تقديم المساعدة لتصويب الأمور. الأخبار الطيبة! هناك جماعة اتخذت رد لندن للشعب هدفًا لها. ربما سمعت عنهم أو ربما لم تفعل.

عندما نأخذ القصة كفكرة عامة فهي مميزة ورائعة ومثيرة للإهتمام لكن! هل فعلاً كانت مميزة؟ الجواب .. لا، حينما تسقط أحد أهم العواصم العالمية على إثر هجوم إرهابي فنحن نتوقع أحداث حماسية ورتم عالي من المفاجآت والأمور الصادمة، لكن في الحقيقة لن تجد ذلك! السطحية في تحويل الفكرة إلى الواقع كان سيء للغاية، فسير القصة يمكنك توقعه فقط بعد ساعتين من لعب القصة! بالرغم أن فكرة اللعبة “عامة” يمكن بناء عليها أحداث وروايات صادمة وقوية تجعل من الأحداث مثيرة للإهتمام وصدمات لا تتوقف فنحن نتحدث عن العاصمة البريطانية لندن هنا!
القصة تسير على مهمات “اذهب للخادم الفلاني واسرق الملفات” ثم اذهب إلى “المُخبرّ الفلاني” وطوال سير القصة تدور حول هذا الأمر، والأمر الأسوأ من ذلك هو حجم السوء في الكتابة، لا أفهم هل فكرة بهذه الروعة يمكن أن تذهب سدى بسبب عدم كتابة أحداث مشوقة ومميزة! أستغرب ذلك فعلاً، لأنك تستطيع مهمة وراء مهمة توقع الأحداث ومعرفة سير القصة، فليس هناك ما يميز القصة “ككتابة” والتي في نظري هي وصلت لمرحلة “الركاكة” ومملة وعبارة عن حشو ليس منه فائدة، إن كان هناك ما يمكنني أن أثني عليه بالقصة فهو جزئية واحدة عبارة عن فصل لأحد أعداء اللعبة كانت الكتابة فيه جيدة نوعاً ما وأحداث مقبولة، عدا ذلك فالقصة هي أحد مساوئ اللعبة والتي في نظري كانت تمتلك فكرة رائعة لكن لم تستغل وتم تسطيحها بشكل سيء مع كتابة ركيكة.
فكرة أن لدى المقاومة مخبئ والذي تكرر في ألعاب شركة يوبيسوفت والذي يكون من خلاله اجتماع المقاومة وبدء المهمات فكرة عفى عليها الوقت واستهلكت كثيراً وليست مميزة! كان يجب على فريق التطوير إستغلال فكرة اللعبة والمستقبل والتكنولوجيا ووضع أفكار جديدة تُعطي القصة جانب حماسي ومختلف لم نعده من قبل، لكن من الواضح أن تم إستنساخ فكرة مخبئ والتي بدورها أصبحت “سامجة”.

“العب بأي شخص.” بهذه الجملة سوّق فريق التطوير اللعبة بإنك تستطيع تجنيد “جميع” سكان لندن في مقاومتك لإستردادها، فهل كانت الفكرة مجدية؟ حدّث ولا حرج ..
أعتقد أن اسوأ ما في اللعبة هو “الشخصيات” فهي كارثة فعلاً من السوء والعمل الركيك، تمنيت لو تم الإستغناء عن هذه الفكرة وتم إستبدالها بفريق “مقاومة” بعدد محدد كان سيكون شيء جيد، جعل بإستطاعتك تجنيد أي شخص خلّف بذلك سوء في تصميم وبناء الشخصيات والتمثيل الصوتي، فلا الشخصيات تمتلك “كاريزما” ولا تمثيل صوتي يرتقي لمثل هذه اللعبة! خلال لعبك سيكون مساعدك “باغلي” وهو ذكاء إصطناعي تمتلكه “المُقاوَمة” أو ما يعرف بـ”DEDSEC” والذي كان هو الشيء الرائع في جانب الشخصيات، فهو رفيقك طوال سير القصة، شخصية مرحة ويمتلك كتابة جيدة، وتمثيل صوتي رائع.

لكل شخصية لها مميزات وخصائص، فالبعض يمتاز “بالتجسس” وسلاح صامت وحركات إنهاء للأعداء خاصة ومركبة مزودة بصواريخ أشبه ما يمتلك العميل جيمس بوند، والبعض الآخر يمتلك أسلحة رشاش للإستهداف المباشر والقتال مع عدد كبير وقدرة فورية على إنهاء الأعداء بالسلاح بالإضافة للمراوغة أثناء تبادل إطلاق النار، وعلى هذي السياق يمتلك كل شخصية تجندها بعض المهارات التي تميزه، في حال تم قتل العميل لن يكون بإستطاعتك اللعب به مرة إخرى حتى مضي “28 دقيقة” وأثناء ذلك يتعيّن عليك إختيار عميل آخر واللعب به وإكمال سير القصة.
الجانب الوحيد الذي أشيد به هو إمتلاك “بعض” الشخصيات خصائص ومميزات أضافت متعة أثناء إنهاء المهمات. بعض الشخصيات تمتلك ميزة، مثل تجنيد عميل من شركة “ألبيون” سيكون بمقدورك أثناء تنفيذ المهمات المتعلقة بهذه الشركة الدخول بالزّي أمام الاعداء وكأنك أحد أفرادهم، وكذلك في مناطق البناء وعلى هذا السياق الإستفادة من التجنيد وإستغلالهم في تسهيل تنفيذ المهمات.

لكل عميل أدوات مساعدة وترقيات، عدد الأدوات (12) وهي، العنكبوت الآلي المتسلل والذي سيكون ذو فائدة في مساعدتك أنثاء المهمات، والدخول لمناطق عبر تمديد أجهزة التكيف والتهويه، ويمكن ترقيته لجعله خفي عن عين الاعداء حتى لا يتم إطلاق النار عليه وتفجيره، الأداة الثانية “التخفي” والتي بمجرد تفعيله تختفي وخارج مرمى البصر لمدة “5 ثواني” تقريبًا ويمكن ترقيته لإطالة الوقت والقضاء على العدو من مسافة أكبر، الأداة الثالثة “القبضة الكهربائية” والتي من شأنها ضربة واحدة تقضي على المنافس وكذلك يسري عليها ترقيتها وإطلاق موجهة كهربائية عنيفة تشتّت الأعداء القريبين، والرابعة “درون صواريخ” والخامسة “العنكبوت الآلي القتالي” والسادسة “فخّ الصدمة الكهربائية” يُسبب صدمة للأعداء ويلحق بالدرونات والمركبات أضراراً جسيمة، والسابعة والثامنة والتاسعة والعاشرة عبارة عن أسلحة مسدس/بندقية/رشاش/قاذف قنابل كهربائية، والحادي عشر “اختراق التشويش” للأعداء لمنعه من الإبلاغ لفترة قصيرة، والأخيرة “اختراق الأفخّاخ وجذب الأعداء لها”.
مجملاً الأدوات المساعدة لا تغير في اللعب كثيراً، بحيث يمكنك فقط إستخدام عدد قليل جداً منهم الذي يشكلوا فارق وفائدة في اللعب. الترقيات كذلك هي عددها (12) وتنتوع بإختراق وتعطيل الدرونات والمدفع وأسلحة الأعداء، باللإضافة بعض الترقيات التي هي في مجملها مخيبة للآمال ولا تقدم متعة أو فائدة تذكر.

خريطة اللعبة هي مدينة لندن وضواحيها الموضحة في الصورة، يجب أن أشيد بعمل فريق التطوير بتصوير المدينة وضواحيها بشكل دقيق وممتاز بتفاصيل رائعة، ستبدأ اللعبة في منطقة كامدن التابعة لـ لندن وتحريرها، ثم ستكون لك الحرية في جوب عالم اللعبة وتنفيذ المهمات المختلفة، لكل منطقة مهمات عليك تنفيذه لتحريرها وستظهر بعد ذلك “نقاط التقنيات” والتي تستفيده منها بفتح الأدوات المساعدة والترقيات. يوجد في العالم متاجر “ملابس” بالإضافة لبعض الألعاب التي تستطيع من خلالها تقضية بعض الوقت بين المهمات.

المهمات يمكن إنهائها بعدة طرق، إما عن طريق التجسس وعليك إختراق الكاميرات وفتح الأبواب، بالإضافة أن يمكن تجاوز ذلك عن طريق إستغلال بعض الرافعات والتي ستسهل عليك دخول بعض المباني، وأيضاً يمكنك التسلق عن طريق الأعمدة، أو لمحبي القتال بإطلاق النار على الجميع والدخول من البوابة الأمامية، فقد هذا الجزء طرق الاختراق المتنوعة، جل الأفكار الاختراق تكاد هي نفسها بالجزء الماضي إن لم تكن أقل، المهمات كلها ترتكز على فكرة “اختراق الخادم الفلاني” و “حلل الأجزاء المعينة” بالإضافة قابل “المخبرّ” وكلها كانت أقل من عادية بل بعضها سيء، لا أذكر أنني وجدت مهمة واحدة تم تصميمها بشكل رائع أو مميز، كلها كانت تحمل نفس الأفكار بإختلاف بسيط، الذكاء الإصطناعي للأعداء أضحوكة فعلاً!
يمكنك أن تظهر أمامه ولا يتم رصدك، وحتى إن تم رصدك كل ما عليك الإختباء قليل وسيختفي الانتباه وسيرجع الأعداء لأماكنهم ولن يبحثوا عنك، حتى الشرطة لو بلغت نجوم المطارة 3 أو 4 نجوم سيكون الهروب منهم مسألة بسيطة، السهولة المفرطة باللعبة ألغت عنصر الإثارة والحماس، وجعل إنهاء المهام سهل وممل ولا يقدم شيء يُذكر، تمنيت لو تم إستغلال الاختراقات أكثر وجعلها فعّالة وتغيّر من أحداث المهمات.

فيما يخص المهمات الجانبية فهذا أمر آخر من إضاعة الوقت في أشياء مملة، فهي عبارة عن دوري ملاكمة، تحديد مكان قنبلة، التحقيق في صحفية مفقودة، أو مبنى مهجور. مهام التجنيد .. كل شخص لديه قصة ودوافع للقتال، وDedSec على أتم الاستعداد لفعل كل ما يلزم من أجل ضم هؤلاء إلى الفريق، كل شخص ترغب بتجنيده سيتوجب عليك القيام ببعض المهمات من أجله من أجل أن تزيد ثقته بك أكثر وبالتالي يقبل عرض الإنضمام للمُقاوَمة.

لم يحمل أسلوب اللعب أي تغيير يُذكر، فطريقة اللعب تقريباً بقت كم هي، وهي ليست سيئة في الواقع، فالتحكم بالطائرات بدون طيار أو حتى بالسيارات سواء كانت مدرعات، أو مركبات مدنية آركيدية جيدة، كذلك بالقوارب أيضاً. فيما يخص الرسوم فكانت جيدة كذلك بهذا الجانب وعلى مستوى الجيل الحالي، وكذلك الأصوات كانت هي الأخرى جيدة سوا كان ذلك للمركبات الجوية والبحرية والبرية، والأسلحة. الشيء الذي كان ممتع هو حركات الإنهاء الممتعة والتي تختلف من شخص لآخر والتي هي أشباه بالقتال السينمائية.

للتنويه: ‏توجد بعض المشاكل التقنية مثل توقف مفاجئ للعبة وهبوط في معدل الإطارات، ولكن تعدنا الشركة بحل هذه المشكلتين بالتحديث القادم المقرر إطلاقه في 30 أكتوبر. كما يوجد تحديث آخر قادم في 9 نوڤمبر.

الإيجابيات

+ أحد فصول القصة كان جيد كتابياً.
+ بعض الشخصيات وتميز خصائصهم.
+ مساعد الذكاء الإصطناعي “باغلي”.
+ تصميم مدينة لندن وضواحيها كان رائع.

السلبيات

– قصة سطحية.
– شخصيات ركيكة وتمثيل صوتي سيء.
– لا يوجد أفكار جديدة تُذكر.
– المهمات الرئيسية والجانبية في غاية السوء.
– شجرة الأدوات المساعدة والترقيات لا تقدم تغيير حقيقي في اللعب.

الخلاصة

امتلكت لعبة Watch DogsLegion فكرة كانت من الممكن أن تكون رائعة ومميزة لكن تم تسطيحها بشكل مستهلك وممل فخرجت بقصة مخيبة للآمال، مع شخصيات ضعيفة وتمثيل صوتي ركيك وزاد على ذلك عدم تقديم أفكار جديدة وسهولة مفرطة نزع منها كل جوانب اللعبة الجيدة وجعلها تجربة غير محببة وأقل من التوقعات.

6/10

اترك رد

أحدث الأخبار عبر حسابنا في تويتر
Login
Loading...
Sign Up

New membership are not allowed.

Loading...
%d مدونون معجبون بهذه: