مراجعة: Brigandine: The Legend of Runersia

بعد أكثر من عشرين عامًا من إصدار الجزء الأول بالإضافة إلى الريميك الخاص بها على جهاز الـPlayStation، تأتينا التتمة بعنوان Brigandine: The Legend of Runersia حصريًا لجهاز الـNintendo Switch. لم تسنح لي الفرصة للعب الجزء الأول ولكن جذبتني لعبة Brigandine: The Legend of Runersia من عروضها وأسلوبها الفني المميز منذ الإعلان عنها وتجربتي للنسخة التجريبية قبل إصدارها أثار حماستي لها بشكل كبير، فهل كانت كما تطلعت إليه؟

القصة

قارة Runersia في العصور الوسطى، تم منح البشر نوع من أنواع القوة تدعى بالمانا. من يمتلك المانا يمكنه تطوير أسلحة وتعويذات سحرية بقوة خارقة مع القدرة على استدعاء وحوش خارقة وفرض سيطرته عليها، ويُلقب مستعملي هذه القِوى بالـRune Knights.
وُجدت 5 أحجار للمانا وقد تم تضمينها في الدروع التي يرتديها الـRune Knights، وتلك الدروع تُعرف بـBrigandine والتي أصبحت عبر الزمن رمز للشعوب حتى أصبح لكل واحد من الدرع لقب مختلف عن الآخر:
العدالة (Justice) المجد (Glory) الحرية (Freedom) القداسة (Sanctity) الغرور (Ego).
بدأت حقبة جديدة بعد ذلك من الحروب والنزاعات في قارة Runersia بين 6 شعوب مختلفين في المعتقدات والتاريخ، خمسة منهم يرتدون دروع الـBrigandine وواحدة منهم تحارب بدون قِوى الـBrigandine.

سوف تخيرك اللعبة في بدايتها من بين الستة شعوب لإختيارها واللعب في مسارها، الأمر مشابه تماماً كلعبة Fire Emblem: Three Houses من هذا الجانب. والجميل في هذه النقطة بأن كل شعب يمتلك مسار بأحداث وشخصيات مختلفة تجذبك لإعادة اللعبة لأكثر من مرة.
ولكن السؤال الأهم، هل تستحق اللعبة الإعادة وخوض هذه التجربة من جديد؟

قصة اللعبة يتم سردها على أسلوب الروايات المرئية (Visual Novels) ولكن التركيز كان قليلًا جدًا على القصة بحيث يظهر لك حوار أو حدث بعد عدة مواسم ومعارك تخضوها وتكون حوارات بسيطة بين شخصيات شعبك لا علاقة لها بالقصة الأساسية إلا نادرًا. والمزعج في جانب القصة بأنها لا توجد حوارات أو أحداث مع الشعوب الأخرى إلا في أول ربع ساعة من اللعبة فقط، هي حرب فلماذا لا توجد أحداث أو حوارات مع الأعداء؟ الحوار الوحيد الذي سنراه هو عند بداية معركة مع عدو آخر له علاقة بالشخصية التي أشركناها بالمعركة وليس شيئًا يُذكر، كأنها لعبة قتال يتحدث الخصمان لبعضهما قبل النزال ولا تضيف للقصة أي شيء. تجد نفسك متقدمًا في اللعبة ولكن لا يمكنك الإحساس بأنك متقدم في قصتها حتى تصل للحظات اللعبة الأخيرة، بدايتها جذبتني ولكن جعلتني معلقًا لعشرات الساعات حتى انتهيت منها كأنني لعبت البداية والنهاية فقط مع شبه انعدام للأحداث في النصف.

أعجبتني الأوقات الجميلة والأجواء بين شخصيات الشعب التي اخترتها والعلاقة بينهم على الرغم من قلة الحوارات، ولكن لو كان التركيز على القصة الرئيسية والإهتمام بالأحداث في القصة وإظهار أي مشاهد بين الشعوب أو على الأقل يشعرونني بأنهم في خضم حرب لظهرت اللعبة بشكل أفضل من ماهي عليه. كان بإمكانهم تقديم قصة جيدة على أقل تقدير مع المقدمة الجيدة ولكن فشلت فشلًا ذريعًا.

أسلوب اللعب

لعبة تقمّص الأدوار التكتيكية امتلكت أسلوب لعب ممتع ولكن التكرار وسوء رتم المعارك سلب من اللعبة متعتها. لأوضح الأمر بشكل أفضل، أسلوب اللعب عبارة عن 3 أقسام أو مراحل تمر فيها بشكل دوري تحت عنوان موسم، المرحلة الأولى من الموسم عبارة عن التجهيزات والتخطيط والثانية الهجوم والثالثة المعركة.

المرحلة الأولى:
التخطيط ممتع واستراتيجي بشكل رائع ويجعلك توازن بين جيوشك بشكل ممتاز جدًا، لكل شعب مجموعة من الأراضي وسوف توزع جيوشك بالشكل المناسب بحيث تغطي على جميع الحدود بينك وبين الشعب المجاور، وكلما غزوت مدن أكثر سوف تصعب عليك إدارتهم. يمكنك في هذه المرحلة توزيع الوحوش لكل شخصية لديك كما شئت ضمن حدود مقدرة الشخصية ذاتها بالإضافة إلى إمكانية إرسال الشخصيات مع مجموعة وحوشهم لمهمات مختلفة لجلب مؤونات مفيدة أو ترسلهم لرفع مستواهم فقط.
وفي كل موسم سوف تحصل على مقدار معيّن من المانا لتتمكن من استدعاء الوحوش بها، يجب عليك استخدامها بحذر وتوزيعها بشكل مناسب ومتساوي لجميع المدن.

المرحلة الثانية:
في الهجوم سوف تقرر كل جيش يهجم على أي مدينة ولا تنسى بأنك إذا تركت مدينة فارغة سوف يحتلها الأعداء المجاورين لها. وبالنسبة للهجوم سوف تختار 3 شخصيات مع وحوشهم فقط لتشركهم في المعركة والآخرين سوف يبقون بالمدينة.

المرحلة الثالثة:
تتميز الشخصيات بخصائص مختلفة والوحوش كذلك، يتمتع كل منهم ببيئة مفضلة له بحيث يقوم بتنفيذ ضرر أعلى من المعتاد والعكس كذلك. القتال ممتع ولكن سرعان ما تخسر شغفك نحو المعارك وتنفرك اللعبة منها بسبب شح التنويع في الوحوش وضعف تصميم الخرائط بالإضافة إلى تكرار شنيع جدًا في المعارك بحيث ستواجه ذات الأعداء والشخصيات أكثر من ثلاثة أربعة مرات لأنه إذا هزمتهم سوف يذهبون لمدينة أخرى وستواجههم فيها مجددًا حتى تحتل جميع مناطق اللعبة وتنهيها.
هي لعبة تكتيكية ولكن في أرض المعركة من يحمل وحوشًا أقوى هو المنتصر، جميع المعارك تحمل ذات الرتم بحيث تتجمع كل الوحوش والشخصيات في وسط أرض المعركة دائمًا كما بالصورة أعلاه في فوضى عارمة. لا توجد أي طرق استراتيجية لتفكر فيها مع توزيع الجيوش في كل معركة متطابق تمامًا لبعضه البعض. وبالإضافة إلى ذلك تواجد أعداء أقوياء بشكل فظيع يتفادون جميع الضربات وينفذون ضربات مميتة لا يمكنك التصرف معهم سوى بأن تضحي بالكثير من الوحوش في سبيل هزيمته، وبالجانب الآخر توجد شخصيات ضعيفة بشكل مضحك.

التوجه الفني وتصميم الشخصيات

سأتحدث عن التوجه الفني وتصميم الشخصيات تحت مظلة واحدة بسبب أنها أول ما جذبني للعبة وأبدع السيد Raita Kazama فيها بشكل رائع. توجه فني جذاب وخلاب مع تصميم شخصيات في قمة التميّز وإبداع منقطع النظير لجميع الشخصيات. ولكن على الرغم من أن سردها القصصي كان على أسلوب الروايات المرئية إلا أن الشخصيات لم تحمل وضعيات مختلفة، فقط صورة واحدة لجميع الحوارات مع تغييرات نادرة لملامح الوجه والمحصورة فقط للشخصيات الرئيسية، لم تشكل مشكلة كبيرة لأن الحوارات نادرة من الأساس. هذه النقطة كانت مجرد فخ أوقعني في اللعبة التي كانت تحمل معها مقوّمات لعبة ممتازة لكن سلبياتها قتلتها بشكل مخزي.

الإيجابيات

+ رسوم جذابة بتوجه فني جميل.
+ تصميم مميز لجميع الشخصيات.
+ مرحلة التخطيط وإدارة الجيوش تم تقديمها بإمتياز.

السلبيات

– قصة شبه خالية من الأحداث بعد مقدمتها.
– تكرار ممل في المعارك مع رتم سيء دائمًا.
– شح في التنويع للوحوش لدرجة أنك ستراهم جميعًا في أول بضع معارك من اللعبة.
– تصميم الخرائط سطحي جدًا ومكرر.
– لحن موسيقي جميل لكل شعب ولكن لن تسمع سواه طوال اللعبة.

الخلاصة

مظهر لعبة Brigandine: The Legend of Runersia ورسومها الاستثنائية كانت فخًّا للعبة طويلة لم تقدّم شيئًا يستحق الذكر بخلاف ما قدمته في أول ساعة بتكرار في جميع جوانب اللعبة مع قصة شبه خالية من الأحداث.

4/10

Website | + posts

اترك رد

أحدث الأخبار عبر حسابنا في تويتر
Login
Loading...
Sign Up

New membership are not allowed.

Loading...
%d مدونون معجبون بهذه: