مراجعة : Control

عُرف استديو Remedy Entertainment العريق بالغموض والخوارق الطبيعية في ألعابه إبتداءً من Alan Wake و مروراً بـQuantum Break، أيضاً الاستديو يقف خلف احد أشهر العابه التي قامت بتأثير كبير في صنف ألعاب منظور الشخص الثالث ألا و هي Max Payne.
المعيار عالي هنا في حال وُجدت أخطاء بألعابهم السابقة فعلى المطور تفاديها خاصةً أن آخر لعبتين تعتبر من نفس الصنف ومن الطبيعي أن يتشاركون عدة تشابهات سواء للأسوأ أو للأفضل، هل يقوم استديو Remedy من صنع اللعبة المثالية التي تقوم بتقديم أفكار جديدة أو حتى إستغلالها؟

smz3ytjtzgd99ipqnsfj.jpeg

تتحدث القصة عن شخصية Jesse التي تكرس حياتها لإنقاذ أخيها الذي تم أخذه من قبل المكتب وتجد نفسها بمبنى مكتب الرقابة الفدرالية وانها هي المديرة بعدما انتحر المدير السابق، اللعبة تقدم أسلوب سرد مختلف ولعل هذا أبرز ما تميز به الاستديو و هذه المرة ستجد أجزاء من القصه موزعه بمحادثات الشخصيات بشكل اختياري وكل واحد منهم بأسلوبه، أيضاً ستجد عدة قصص موزعه في التسجيلات الصوتيه والملحوظات و أيضاً في مرئيات (يظهر فيها افلام واقعية) تعرض بأماكن مختلفه وفي الحقيقة هي تضيف للقصه الشيء الكثير واعتبرها مهمة وتكشف بعض من الغموض وكلما تحدثت الشخصية ستجدها تتحدث معك وتشرح موقفها لك من هذا الحدث المعين.
سيتوجب عليك كشف الغموض الذي يحصل بالمبنى و ربط الأمور التي تحدث فيه بماضيك لكن لن تفعل ما يحلو لك بسلام لأن الـ”Hiss” الكيان المهيمن على المبنى بموظفيه سيكون أكبر عائق.
قالب الغموض والخوارق الطبيعية مثير للإهتمام ومن شأنه يرغّبك بالاستمرار، أعني هذا الفضول الذي يأخذك لنهاية الرحلة دائماً ما يكون أمر إيجابي في أي لعبة واستديو Remedy لا يكف عن إعطائنا هذه الجرعة الجميلة في ألعابه وإذا كنت من عشاق هذا الاستديو حتماً ستشعر بلمستهم المعتادة في إلقاء القصه وأعتبرها بالتأكيد و بدون شك الأغرب والأعمق والأكثر غموضاً والفضل يعود للبناء المذهل في الكتابة.
الجدير بالذكر أن استديو Remedy والناشر 505 Games قاموا بتعريب اللعبة بشكل رائع من ترجمة للنصوص إلى القوائم إلى الملحوظات مع خط ممتاز يسهل قرائته.

Control-Remedy-Entertainment-505-Games-5.jpg

أحداث اللعبه تجري في مبنى “المنشأة القديمة” الضخم المتحوّل، أي أن اللعبة ذات بيئة مفتوحه بأماكن قابلة للإستكشاف حتى في وقت لاحق مثل العاب الـ”Metroidvania”، هذه الأماكن يوجد لديها نقاط تحكم وأبرز ما تعطيك هي القدرة على السفر السريع وفي حال اذا سيطرت على بعضٍ منها ستقوم بتغيير المكان بشكل مميز وتُشعرك بشعور السيطرة الفعلية على المكان بعد أن كان مليئاً بالأعداء.
أيضاً المهام الجانبية سوف تجعلك بنهاية المطاف تستكشف العديد من الأماكن المخفية التي لم يسبق لك زيارتها وأرى أن الغموض الذي يهيمن المنشأة القديمة يجعل من الاستكشاف امر ممتع.
لعبة Control هي كباقي العاب الاستديو من منظور الشخص الثالث وهذه المرة ستلعب بسلاح واحد “سلاح الخدمه” عباره عن مسدس لكن بإستخدامات متعددة وأشكال متحولة مع كل استخدام و التي تصل إلى 5، كل سلاح لديه أيضاً تعديلات خاصة (موزعه بأماكن في اللعبه او ستجدها بعد قضائك لعدو) وبإمكانك ترقية مستوى الضرر فيها عن طريق تجميعك لعدة قطع مبعثرة في المنشأة القديمة وعن طريق النقاط الي تحصدها من القتل، أسلوب اللعب يمتد أيضاً لقدرات ذهنية مثل حمل الأشياء عن بُعد ورميها على الأعداء أو الطيران في الهواء لمدة وجيزة أو الاندفاع “Dash” في اي اتجاه (أيضاً لها تعديلات و ترقيات)، كلها قدرات تصنع أعمق أسلوب لعب بتاريخ الاستديو من ناحية التنوع في أي وضع.
اللعبة ستجبرك على التحرك كثيراً لرتم أسرع و أمتع في القتال من ناحية كثرة الأعداء أو تنوعهم لن تستطيع القضاء عليهم وأنت في مكانك وهذا أفضل عنصر في اللعبة.

قتال الزعماء للأسف محبط والأمر الأكثر غرابه أن الزعماء الجانبيين أفضل من الأساسيين بمراحل، بإمكانك إنهاء اللعبة دون التطرق لهم وسوف تشعر بعدم الرضا تجاه طريقة قتالهم التي تتمحور حول زعيم و حوله جمع غفير من الـ”Hiss” ليست القضيه في انه قد عفى عنها الزمن بل لتكرارها مع أكثر من زعيم وأيضاً انها تشتت تركيزك على الزعيم بل أحياناً سوف تصب تركيزك على بقية الأعداء لأن كثرتهم تشكل خطورة أكبر.
الألغاز ليست كثيره لكنها للأسف تشكل عائق رئيسي وشبه مستحيلة للحل إلا بالصدف و يعد هذا أمر مستفز كونها غير منطقية سواءً ببدائيتها أو عشوائيتها وعدمها قطعاً أفضل من وجودها.
تصميم المراحل أقل ما يقال عنه مبهر خاصةً انك تتواجد في منشأة تتحول بإستمرار في معماريتها الخلابة بالرغم من عدم وجود تنوع بالبيئات (ثلوج – صحاري.. إلخ) إلا أنها تقدم مستوى رائع من الناحية البصرية، و بالحديث عن الناحية التقنية المراجعة مستندة على جهاز Xbox One X والإطارات معظم الوقت ثابته بشكل ممتاز لكن المشكله الوحيده هي عندما اتصفح الخريطة أو القوائم لتبديل الأسلحة أو لأي امر كان ثم أعود للعب يحدث هبوط شنيع للإطارات بدون أي مناسبة ومن الصعب تخيل هذا الأمر مع باقي الأجهزة الأقل قوة من ناحية العتاد بالأجهزة المنزلية الأخرى وقد يحل المطور هذه المشاكل مع إطلاق تحديث أو أكثر.
الرسوم مبهرة وأتحدث هنا عن تفاصيل الوجوه المذهلة حتى خارج المشاهد السينمائية أثناء أسلوب اللعب، ناهيك عن المناظر الخلابه داخل المنشأة القديمة وتجعل من الصعب عدم إلتقاط صور لها بالرغم من عدم وجود طور التصوير.

bureauoffice.jpg

الإيجابيات:-
+ سرد قصصي مميز.
+ أسلوب القتال متنوع وممتع.
+ أجواء الغموض والخوارق الطبيعية رائعة باللعبة.
+ مستوى التعريب ممتاز.
+ تصميم مراحل مبهر مع رسوم مذهلة.

السلبيات:-
– قتال الزعماء الأساسيين محبط.
– ألغاز غير منطقية وبعضها بدائي.
– هبوط بالإطارات في بعض المواضع.

الخلاصة:-
لعبة Control لم تُصِبْ في كل ما قدمته لكن بالتأكيد تُعد تجربة جميلة من استديو Remedy وأصابت من ناحية أسلوب اللعب الممتع الذي يحث على التنوع في القتال والرسوم المذهلة تقنياً وتصميم المراحل المبهر، إذا كنت من محبي الغموض والخوارق الطبيعية أو من عشاق الاستديو فهي بلا شك لعبة تستحق التجربة.

8/10

اترك رد

أحدث الأخبار عبر حسابنا في تويتر
Login
Loading...
Sign Up

New membership are not allowed.

Loading...
%d مدونون معجبون بهذه: