استديو Sony Bend استديو عريق و لطالما كان مِعطاء منذ عهد جيل الـPS1، هو الواقف خلف سلسلة Syphon Filter المعروفة و استغرق مدة ليست بقصيرة في تطوير العاب أجهزة سوني المحمولة حتى أنه ساعد في تطوير عتاد جهاز الـPs VITA نحن نتحدث عن مدة طويلة غاب فيها عن تطوير العاب بميزانيات ضخمة بالإضافة إلى غيابه عن تطوير العاب منذ ٢٠١٢، إلى أن كشف عن أكثر لعبة طموحة بتاريخ الاستديو Days Gone في معرض E3 2016 و التي دخلت مرحلة الإنتاج الكامل في يناير 2015 بمحرك خارجي “Unreal Engine 4” فكيف كانت عودة المطور مع عاتق تقديم لعبة عالم مفتوح و زومبي في ظل كثرة احد الصنفين بالساحة و هل قدمت تجربة ممتازة على جميع الاصعدة؟
وقع أحداث اللعبة يبدأ مع شخصية Deacon St. John (بطل الرواية) الذي يشهد انتشار عدوى تصيب ملايين الملايين من البشر ليصبحوا “Freakers” و بعد تلك الأحداث بعامين يصبح Deacon هو و رفيقه Boozer صائدي جوائز في ولاية اوريغون “Oregon” و يسعى للعثور على زوجته بعد فقدانه لها حين اندلاع كارثة انتشار العدوى ، Deacon هو متجول عضو عصابة سابقاً و مرتزق يقوم بتقديم خدمات للناس مقابل المؤونة و احد ايجابيات الشخصية بأن لديه نرجسية نوعاً ما و ساخر احياناً ليس من النوع الذي ينصاع لأي أوامر تُعطى له كما أن أدائه الصوتي ممتاز (أيضاً باقي الشخصيات الرئيسية) و في عدة مواضع بالقصة شخصيته تؤثر على الأحداث و هذا أمر جيد في لعبة عالم مفتوح، مشكلتي الرئيسية بالقصة هي رتم الأحداث البطيء و التي تأخذ وقت طويل حتى تقدم ما بجعبتها و قد تنفّر بعض اللاعبين لان عدد ساعات القصة ٣٠ ساعة تقريبا مع ٦ ساعات مشاهد سينمائية نتحدث هنا أيضاً عن تذبذب و تفاوت واضح في بطئ و سرعة رتم القصة، و اود أن أشير إلى تطبيق المهام الذي لا يعكس احيانا مدى جودة الأحداث فتجد ميكانيكيات العاب العالم المفتوح المعتادة تؤثر على الحماس الذي يهيمن عليك بعد مشهد ملحمي، كمثال مهام من نوع “قم بحمايتي ريثما اقوم بهذا الأمر” أو تعقب آثار الخطوات أو “دعنا نجد طريق آخر للدخول إلى هذا المكان” ليست المشكلة في تكرارها أو تشابه هذه المهام إنما تثبيطها للحماس و الملحمية بالأحداث أحياناً و هذا يدل على تطبيق سيء تجاه الكتابة و عدم إستغلال السينمائية بالمهام (الجدير بالذكر بأن اللعبة تدعم دبلجة عربية في الحقيقة لم أشعر بأن الكتابة خارجة من النص بقدر ما كان إختيار مؤديين الأصوات الغير موفق)
عالم Days Gone محفوف بالمخاطر ستجد الـFreakers و الدببة و الذئاب و الغربان و البشر متوزعين في كل مكان لكي تشعر بخطر حقيقي، ليست هذه المخلوقات التي تملئ الأماكن الفارغة فقط إنما أيضا نقاط التفتيش و مخيمات الصيادين و محطات البنزين و الكهوف و اماكن تجمع الـFreakers، حجم الخريطة كبير و لن تستطيع إستكشاف عالم اللعبة بالكامل حتى تتقدم بالقصة لفتح حدود المناطق، هناك عدة نشاطات في هذا العالم مثل القضاء على اماكن تجمع الـFreakers و القضاء على مخيمات جماعات بشرية و تدمير اوكارهم و غيرها، كلعبة عالم مفتوح التكرار هو رفيقك بالتأكيد لكن شح المحتوى الجانبي هو مشكلة حقيقية باللعبة ناهيك عن التنوع الغير جذري فيه، لم يكون هناك إستغلال للمساحات في أعالي الجبال أو في الغابات و لن تكافئك اللعبة على إستكشافك لهذه المناطق، لكن علي ان اعترف بجمال ولاية اوريغون خاصةً عند إختلاف الطقس سواء عند هطول الأمطار أو الثلوج سترى مناظر تخطف الانظار و تقديراً لهذا الجمال من الصعب عدم تصويره عن طريق طور التصوير الاستثنائي لتشهد تفاصيل التفاصيل في هذا العالم الهادئ و المخيف، قيادة الدباب وسيلة تنقل جميلة حيث قام استديو Sony Bend بتسيير مسارات للدباب في ولاية اوريغون (مقر الاستديو في نفس الولاية لذلك هناك أفضلية له في معرفة الطرق و معالم الولاية كما فعل استديو Insomniac Games بلعبته Spider Man الموجود في مدينة نيويورك) و في الحقيقة أجدها مناسبة خاصةً مع التطويرات و التعديلات في أداء الدباب ذاته و شكلياً أيضاً, انوه ان هناك عداد وقود و يجب مراعاة تعبئته في كل مرة تصادف اي علبة وقود أو محطة بالتأكيد ستعاني بالبداية لكن بعد أن وصلت إلى منتصف القصة أو ابعد لم أعد اقلق على تعبئة الوقود بالدباب لأن العلب و المحطات متواجدة في أغلب الأماكن و بإمكانك تعبئتها عند عودتك للمخيم لدى الميكانيكي.
في الحقيقة كنت من أكثر الاشخاص الذي لم يُعجب بتصويب أو أسلوب لعب Days Gone منذ عرضهم الديمو في E3 2016 لكن تبين لي أن هذه إحدى أكبر نقاط القوة باللعبة، هناك ٣ أصناف من المهارات (الأسلحة النارية – الأسلحة اليدوية – عناصر البقاء) كل منهم يحتوي على قدرات و تطويرات مهمة جداً و تسهل من تجربتك، لا يمكنك شراء الأسلحة اليدوية لأن المطور لا يريدك ان تقوم بشراء سلاح من الممكن أن تخسره فيما بعد و يتوجب عليك إصلاحه بقطع خردوات تجدها في كل مكان حرفياً و بإمكانك تركيب مسننات أو القيام بإضافات لها لتصبح أقوى، أما الأسلحة النارية فهي تنقسم إلى ٣ أقسام و هي الأسلحة الأساسية و الفرعية و المميزة تستطيع الحصول عليها إما عن طريق قتلك للاعداء البشريين و إلتقاطها من الأرض او شرائها من المخيمات، أثناء قتالك للاعداء هناك مساعد اوتوماتيكي بسيط عند تصويبك نحو الأعداء السريعين (مثل الذئاب و الـFreakers الكثيرين) و كاميرا الكتف أو هذا التصويب يتناسب مع حشود الزومبي و شبيهة بتصويب Uncharted تقريبا او حتى مع باقي الأعداء و اتكلم هنا بشكل عام عن الأسلحة النارية بمختلف تصنيفاتها لأن هنالك خاصية تبطيء الوقت و تساعدك كثيراً في التخلص من أعدائك، توجد قائمة مصغرة تظهر عندما تريد إستبدال الأسلحة النارية و إصلاح الأسلحة اليدوية و من شأنها تبطيء الوقت أيضاً ليس فقط ذلك إنما تعطيك القدرة على صنع القنابل و الإسعافات الأولية و اختيارها بنفس الوقت، اللعبة تقدم مكتبة متنوعة الأدوات التي تساعدك في تحديد نوع لعبك سواء كنت تريد القضاء على أعدائك عن طريق التسلل بإستخدامك لأدوات تجذب الأعداء لمكان آخر أو إستخدام النشّاب الذي لديه سهم مميز يقلب الأعداء ضد بعضهم البعض أو قتلهم من الخلف أو استخدام الكاتم المرفق بسلاحك أو سواء اذا اردت القضاء عليهم بشكل مباشر بإستخدامك للأسلحة النارية و اليدوية و القنابل الحارقة و المفجرة و الفخاخ، أعني ان الحرية في اللعب و التخطيط لكل ذلك راجع للاعب و بالنسبة لي هذا أمر لا أمل منه لأن في كل مرة اشتبك مع الأعداء تكون مختلفة.
في نقطةٍ ما بالتأكيد انا و غيري بدأو بالملل من العاب الزومبي بشكل عام لكثرة و تشابه تجربة هذا الصنف من الألعاب و الأفلام في السوق لكن Days Gone تقدم تجربة مميزة بالذات في قتال الـFreakers، في كذا مهمة اساسية سوف تدعك اللعبة الحرية الكاملة في كيفية القضاء على مئات الزومبي دفعة واحدة في ساحة مفتوحة (هناك أيضا عدة اماكن تجمع لهم في العالم المفتوح)، مواجهة ٥٠٠ زومبي دفعة واحدة هي احد اكثر التجارب الملحمية التي خضتها بألعاب هذا الصنف كمية هذه الأعداء في الشاشة أمامك و التخطيط لكيفية هزيمتهم و الاستعداد لهم من ناحية المؤن و الذخيرة و العتاد و جرّهم للأماكن الضيقة أو الهرب للأسطح هو أفضل ما تقدمه اللعبة، الأعداء البشريين للأسف على النقيض تماماً نظراً لحركاتهم القابلة للتنبئ و الذكاء الاصطناعي الذي لا يلحظ وجودك في مناسبات كثيرة و مهما اختلفوا في تصنيفاتهم فقتالهم يكون على وتيرة واحدة ولا يفرض تحدي كافي الذي يقدمه الـFreakers و يكفيك اصلا انهم يصبحون أشد خطراً في الليل بالإضافة إلى أن هناك تنوع كافي منهم ليفرضوا عليك تحدي و أكثر من وتيرة في اللعب، الموسيقى من أكثر الأشياء التي جعلتني احب Days Gone فهي يغلب عليها الطابع الريفي و تصف لك وحشية هذا العالم بعد إندلاع الكارثة عند قيادتك للدراجة النارية أو عند اللحظات الأكثر عاطفية التي يزاولها شخصية Deacon بالتأكيد استديو Bend قام بعمل رائع من هذه الناحية.
كعادة استديوهات سوني في نهاية دورة حياة كل جيل من أجهزة البلايستيشن بالرغم من ضعف أداء العاب الطرف الثالث عليها إلا أن العابهم الحصرية تكون رسومها مذهلة و تدفع عتاد الجهاز لأقصى طاقته، سواء رسوم وجوه الشخصيات القريبة للواقع أو رسوم عالم اللعبة ليلا أو نهاراً و أثناء تقلبات الطقس فهي مذهلة على حد سواء بلعبة Days Gone و من الصعب مقاومة إستخدام طور التصوير و مشاركة هذه التفاصيل، اللعبة تعاني من أخطاء تقنية و قد تحد من متعتك في تجربتها ففي كل جلسة لعب تقريباً أواجه أخطاء تقنية و هبوط في الإطارات عندما اقود الدباب حتى بعد التحديثات التي نشرها المطور و لو تم إعطاء وقت أكثر بعملية التطوير من جانب الناشر لحل هذه المشاكل التقنية لكانت تجربة أفضل بكثير.
الإيجابيات :
– قيادة و تصميم الدراجة النارية.
– أداء صوتي ممتاز.
– أسلوب اللعب ممتع و يقدم حرية و تحدي كافي.
– البيئة الخلابة و تفاصيل عالم اللعبة.
– قتال حشود الـFreakers يعد تجربة مميزة.
– طور تصوير إستثنائي.
– موسيقى رائعة.
السلبيات :
– تصميم مهام سيء
– أخطاء تقنية بالجملة.
– مشاكل في الذكاء الاصطناعي لدى بعض أصناف الأعداء.
– رتم بطيء في أحداث القصة.
– محتوى جانبي غير كافي.
7/10
لعبة Days Gone لديها ما تقدمه في صنف العاب الزومبي و بنت اساس صلب في عالمها و في أسلوب اللعب، لكن في نهاية المطاف تجد اللعبة انها تعاني من نفس مشاكل العاب العالم المفتوح الاعتيادية.
- 0 Comment
- مراجعات
- 4 مايو,2019